من سمحوا لي أن أتحدث عنه أمامكم!
فأنا أفتقر إلى البديهة الحاضرة، والألفاظ المنتقاة،
والمكانة المرموقة، وبراعة الأداء، وحسن الإلقاء ،
وذلاقة اللسان التي تثير مشاعر الناس!
لكنني أتحدث عفو الخاطر فحسب!
أما زيادة بعض الألفاظ (وكلها صفات) في النص العربي، فهذا يرجع إلى ما أسميه بضرورة التفسير الخاص للنص قبل أن يشرع المترجم في نقل العمل الأدبي، وهو ما تعرضت له في مقدمتي لترجمة تاجر البندقية المشار إليها آنفا، وسأعود إليه عند مناقشة ترجمة عبد الحق فاضل لهذه الفقرة. وإنما ضربت هذا المثل لأبين أن حديث أنطونيو مرسوم بدقة بالغة، فإذا حاول المترجم أن يصوغه نظما عربيا لم يجد بدا من التضحية ببعض جوانب هندسة البناء الفكري التي يستند إليها البناء اللغوي، كأن يعيد ترتيب هذه الصفات، أو يستعيض عن كلمة بأخرى تتفق والوزن الشعري (وما أكثر ما يفعل الشاعر نفسه ذلك!) أو يضيف كلمة طلبا للقافية، وهذا كله مقبول، بل ومحمود في ترجمة الشعر الغنائي الذي يلعب فيه الوزن والقافية كما قلت دورا كبيرا، ولكنه غير مقبول ولا محمود عندما يكون التركيب الفكري هو الأساس، لا الصورة أو الموسيقى والقافية!
وحتى لا يظن القارئ أنني لم ألجأ إلى الترجمة المنظومة كسلا أو تراخيا، سأورد صورة أعتبرها مقبولة في ترجمة الشعر الغنائي، صورة منظومة لهذه الفقرة، وأترك للقارئ الحكم على مدى جورها على الأصل. أما من يأنس في نفسه القدرة على إخراج ترجمة منظومة أكثر دقة، فهو مدعو للمشاركة في هذا الجهد الجميل الممتع:
إنني لست خطيبا مصقعا مثل بروتس -
بل أنا - قد تعلمون -
ساذج بل وغرير،
Página desconocida