وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم يزل ببسم الله الرحمن الرحيم حتى قبض.
وعن ابن عمر رضي الله عنه صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم حتى قبض.
وصليت خلف أبي بكر فلم يزل يجهر بها في كلتا السورتين حتى هلك وصليت خلف عمر فلم يزل يجهر بها في كلتا السورتين حتى هلك، وأنا أجهر به ولن أدعه حتى أموت قال: المؤيد بالله عليه السلام فإن ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وبغيرها من الآيات والسور لم تبطل الصلاة مع أنه واجب، وهو قول ح وش والباء متعلقة محذوف تقديره بسم الله اقرا أو أتلو كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله فمعناه بسم الله أحل أو باسمه ارتحل وتعلق الاسم بالقراءة تعلق القلم بالكتبة في قولك كتبت بالقلم على معنى أن المؤمن لما اعتقد أن فعله لا يكون معتمدا به في الشرع واقعا على السنة حتى تصدر بذكر الله ولا كان فعلا كلا فعل جعل فعله مفعولا باسم الله كما تفعل الكتب بالقلم ومعناه من الله تعليم عباده، وكيف يتبركون باسمه وكيف يحمدونه ويمجدونه ويعظمونه، والله اسم تفرد به الباري سبحانه وأصله الإله فحذفت الهمزة وعرض عنها حرف التعريف، والإله اسم حسن يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق.
وأما الله فمختص بالمعبود بالحق لم يطلق على غيره، وهو اسم غير صفة والرحمن الرحيم صفتان: لله معناهما ذو الرحمة، ولا فرق بينهما مثل ندمان ونديم.
Página 14