La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Géneros
أقيمت دولة إسرائيل في عام 1948؛ فقد سعى الصهيونيون لإقامة وطن لليهود لسنوات عديدة، ونجحوا جزئيا في عام 1917، عندما أعلن وعد بلفور فلسطين بوصفها وطنا قوميا لليهود. أقول «جزئيا» لأن فلسطين كانت ولاية تحت الحكم البريطاني العام طوال الأعوام الثلاثين التالية. هاجر ملايين اليهود (4,5 ملايين بين عامي 1948 و1994) إلى إسرائيل. لم يكن سببهم هو الحماس الديني، ولا تجنب الاضطهاد بالدرجة الأولى، رغم أنه بالنسبة للذين هاجروا من أوروبا كان الاضطهاد بالتأكيد الدافع الرئيسي. كان السبب المشترك للهجرة أمرا آخر؛ الرغبة في الحصول على نوع من الهوية والانتماء، في حياة يمكن لليهودي أن يقول فيها بصدق إنه يعيش في بلده. لم يخل سعي هؤلاء البشر من الصعاب؛ تمثلت في التخلي طوال الوقت عن وظائف مجزية في بيئة مريحة من أجل بدء الحياة كعامل في مزرعة، أو كمجند في جيش في حالة حرب، أو كمدني يواجه خطر التفجير يوميا. إن القاسم المشترك مع الغجر أن اليهود أيضا تعرضوا للاضطهاد من فرديناند وإيزابيلا، وعانوا من الإبادة على يد النازيين في أوروبا (توفي منهم 6 ملايين شخص).
كان بإمكاني استخدام أمثلة أخرى على الهجرات الحديثة، مثل الهوجونوتيون الذين تعرضوا للاضطهاد من حين لآخر طوال القرنين السادس عشر والسابع عشر على يد حكامهم الفرنسيين بسبب التزامهم بالبروتستانتية، والمليون أيرلندي الذين تركوا وطنهم في عام 1845 عندما فسد محصول البطاطس بسبب آفة زراعية، والعدد الهائل الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اضطهاد الحكام البريطانيين بسبب اتباعهم للكنيسة المشيخية. كان بإمكاني الإشارة إلى هجرات الجامايكيين إلى بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية، وإلى طرد الآسيويين خارج أوغندا على يد عيدي أمين في عام 1971، وإلى الفيتناميين الذين هربوا من بلدهم عقب سقوط مدينة سايجون في يد الفيت كونج في عام 1975، وإلى المهاجرين من الصين وشرق أوروبا وشمال أفريقيا إلى غرب أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية في العقود الأخيرة (لأسباب اقتصادية وسياسية على حد سواء). إلا أن الأمثلة الأربعة التي اخترتها توضح بالقدر الكافي وجهة النظر التي أريد التعبير عنها؛ أن بحث الإنسان عن حياة أفضل لا ينسحب على الأفراد فحسب، بل ينسحب عادة على مجموعة مترابطة من الناس تدفعها قيم مشتركة. أخرج السعي أولا الإنسان من أفريقيا منذ مليون سنة، ويستمر في تحريكه من بلد لأخرى أمام أعيننا.
هوامش
الفصل السادس
السلم: المحن والإنجازات
دعوني أبدأ بتشبيه لتوضيح كيف أدى تعطش الإنسان لطرق جديدة كي يعيش بها حياته، وما نتج عن هذا من إنجازات، إلى ظهور الحضارات والثقافات. إنه مفهوم بسيط؛ السلم، فمع كل اختراع متعاقب، سواء كان تقدما تكنولوجيا أو شكلا أفضل للحكم، يصعد الإنسان درجة على السلم. وهذه ليست خطوة فردية، بل مجتمعية؛ فربما تكون أذكى شخص وأكثر شخص مبتكر في العالم، لكن إذا كنت تعيش في عزلة تشبه عزلة الناسك على قمة جبل أو في كهف على شاطئ المحيط، فإن إبداعك لن يساعد أحدا، بل إن أحدا لن يلحظه. فحتى تحدث حكمتك تأثيرا لا بد من التعبير عنها داخل مجتمع يتقبل أفكارك، ويمكنه دمج إسهامك في نمط حياته. يجب أن يكون للمجتمع حجم معين، فأسرة واحدة لا تكفي، لكن 100 أسرة تبدأ في تشكيل كتلة حرجة؛ فهي تستطيع تحقيق الإنجازات. تحدثت في الفصل الثاني عن التنوع الحيوي في البشر، وأشرت إلى وجود خليط من المهارات بين مجموعة من 100 شخص مثلا؛ فبعضهم سيكون أكثر ذكاء وآخرون أكثر إصرارا، وبعضهم سيكون أفضل في الصيد وآخرون في صنع رداء أو إناء، وبعضهم سيكون مناسبا أكثر للقيادة بينما يكون آخرون أفضل في الاتباع. إذا تخيلنا أن كل فرد من هؤلاء جزء من أسرة، فسيصبح لدينا 100 أسرة، تكون مجتمعا قادرا على التقدم خطوة أو اثنتين أعلى السلم.
منذ 10 آلاف سنة حل المزارعون محل الصيادين جامعي النباتات في كثير من مناطق العالم؛ خاصة في منطقة «الهلال الخصيب» في الشرق الأوسط، التي تمتد من المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات في العراق حاليا في الشمال حتى الروافد العليا لنهر النيل في الجنوب.
1
تؤدي الزراعة إلى حياة أكثر استقرارا؛ فيزيد احتمال بقاء حديثي الولادة على قيد الحياة، ونتيجة لهذا يزيد حجم المجتمعات، رغم أن الاقتراب كثيرا من الحيوانات قد يكون له تأثير ضار على الحياة من خلال نقل الأمراض المعدية.
2
Página desconocida