La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Géneros
33
وكان الأسوأ قادما؛ فحاصرت ريح شديدة رحلة العودة، ونفد طعامهم تقريبا، ومات كل أفراد الرحلة الاستكشافية الخمسة.
34
عثرت مجموعة بحثية أرسلت من سفينتهم الأم «ديسكفوري» على بقاياهم بعد 8 أشهر. وكان بين اليوميات التي عثر عليها سلسلة من الرسوم الرائعة بالألوان المائية رسمها طبيب الرحلة الاستكشافية، إدوارد ويلسون.
35
يمثل أعلى جبل في العالم، على ارتفاع 29028 قدما (8848 مترا) تحديا طبيعيا للإنسان؛ أولا: بسبب قلة الهواء للغاية؛ مما يجعل من الصعب الوصول إليه دون إمداد بالأكسجين (رغم أن هذا حدث). والسبب الآخر: أن أسطح الصخور شديدة الانحدار، والمساحات الواسعة من الجليد والصدوع العميقة تجعل الصعود مرهقا وخطيرا؛ فعلى الحدود بين نيبال والصين يقع جبل ساجارماثا (بالنيبالية)، أو كومولانجما (بالصينية)، وهو معروف لدى الأوروبيين باسم مدير قسم المسح الجغرافي في الهند في القرن التاسع عشر، السير جورج إفرست. فشلت كافة محاولات المجموعات لتسلقه في النصف الأول من القرن العشرين. وفي ربيع عام 1953 نجحت مجموعة بريطانية بقيادة العقيد جون هانت، وقد وقف اثنان من الفريق، هما النيوزيلندي إدموند هيلاري وتينسينج نورجاي من شعب شيربا النيبالي، على القمة في 29 مايو عام 1953. بعد أربعة أيام توج ملك جديد على رأس الكومنولث البريطاني، وبدا أن تسلق جبل إفرست كان إيذانا ببدء عصر إليزابيثي جديد من الاستكشاف. كانت المشكلة الوحيدة أنه لم يعد يوجد شيء يكتشف. عزى البريطانيون أنفسهم بأنهم كانوا أول من أبحروا حول العالم دون مساعدة من أحد (فرانسيس شيشستر على متن سفينة «جيبسي موث 4» في عام 1967)، وأول من قام بهذا على الأقدام إلى حد كبير (رانولف فينس وتشارلز بورتن بين عامي 1979 و1982).
36
كانت أهداف الروس والأمريكيين أسمى من هذا؛ فقد كانت للاتحاد السوفييتي الريادة في الوصول إلى الفضاء في عام 1957 بإطلاق القمر الصناعي «سبوتنك 1» في مداره حوله الأرض، وتبعتها الولايات المتحدة بالقمر «إكسبلورر 1» في عام 1958، وكان الروس في الطليعة مرة أخرى في عام 1961 عندما أصبح يوري جاجارين أول رجل يصعد إلى الفضاء. كان أقل حظا بالقرب من الأرض، وتوفي في أثناء اختباره لإحدى الطائرات بعد هذا بعدة سنوات. في عام 1962 انطلق جون جلين إلى الفضاء، وكان أوفر حظا من يوري جاجارين وتمكن من إعادة تجربته الملاحية الفضائية بعد ثلاثة عقود. بالطبع كان الهدف الحقيقي هبوط الإنسان على القمر، لكن يجب ألا نقلل من قدر الإنجازات الفنية المتضمنة؛ أولا: إطلاق كبسولة فضائية بأمان في الغلاف الجوي، وأظهر الروس أن هذا أمر يمكن فعله، وكرر الأمريكان هذا الإنجاز، ثم يأتي تحديد الهدف بدقة على بعد 240 ألف ميل وهبوط مركبة قمرية بهدوء، مع ترك وحدة القيادة تدور حول القمر. وهذا فقط من أجل الوصول إلى هناك. في عام 1969 كانوا مستعدين، وانطلق ثلاثة رواد فضاء إلى الفضاء. عند وصولهم بالقرب من سطح القمر، ظل مايكل كولينز على متن مركبة القيادة، بينما هبط نيل أرمسترونج وإدوين (باز) ألدرين في المركبة القمرية (صورة 1). أنجزوا المهام الموكلة إليهم، التي اشتملت على جمع قطع من الصخور من أجل تحليلها لاحقا؛ وأثبت هذا أن عمر القمر (4,3 مليارات سنة) هو نفسه عمر الأرض تقريبا (4,6 مليارات سنة). وأظهرت التجارب الأخرى حدوث هزات زلزالية تشبه تلك التي تحدث على سطح الأرض. وبخلاف أن كتلته تساوي نحو ثمن كتلة الأرض؛ ومن ثم تبلغ قوة الجاذبية على سطح القمر سدس الموجودة على سطح الأرض، يبدو أن الاختلاف الوحيد الموجود بين القمر والأرض هو غياب أي صورة للحياة على الإطلاق. فمع غياب المياه وتراوح درجات الحرارة بين 100 درجة مئوية في أثناء النهار القمري، و−200 درجة مئوية في الليل، فلا يمكن لأي من التفاعلات الجزيئية التي تتكون منها الكائنات الحية على الأرض أن تحدث. فلم تبدأ الحياة قط على الأرض إلا لأنها كانت محاطة طول 4 مليارات سنة مضت بغلاف جوي من الغازات التي تعزل سطحها عن درجات الحرارة القصوى النهارية.
37
صعد أرمسترونج وألدرين على متن المركبة؛ فهل ستشتعل الصواريخ التي كانوا يحتاجون إليها لترك سطح القمر؟ إن لم تشتعل، فإنه سيحكم عليهم بالموت السريع بمجرد نفاد مخزونهم من الأكسجين، كما ستعمل درجات الحرارة المنخفضة في أثناء الليل القمري على تجميدهم حتى الموت. انتصرت التكنولوجيا الأمريكية، واستطاع أول رجلين على سطح القمر الانضمام لزميلهما والعودة بسلام إلى الأرض. سألت باز ألدرين مؤخرا إذا كانت هذه المهمة تمثل فعليا أكثر لحظة لا تنسى في حياته بأكملها، فجاء رده على الفور: «دون أدنى ذرة شك.» (4) الهجرات الحديثة
Página desconocida