La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Géneros
قال تومبرموري: «أنت تضعينني في موقف محرج.» لكن لم تكن نبرته أو أسلوبه يوحيان بالتأكيد بأي قدر من الإحراج. «عندما عرض اقتراح ضمك إلى الحفل في هذا المنزل، اعترض السير ويلفريد لأنك أكثر سيدة غبية يعرفها، ولأنه يوجد فرق كبير بين الضيافة ورعاية البلهاء. ردت السيدة بليملي قائلة إن افتقارك إلى القدرة العقلية هو الصفة المحددة التي جعلتك تحصلين على هذه الدعوة؛ لأنك الشخص الوحيد الذي تستطيع التفكير فيه؛ الذي قد يكون غبيا بما يكفي لشراء سيارتهم القديمة.»
34
يحتمل أن تكون ثمة أنواع أخرى من الهومو سبقت الإنسان العاقل على طول السلالة المؤدية إلى ظهوره، بداية من الإنسان الماهر ومرورا بالإنسان المنتصب؛ فثمة اقتراح بأن الإنسان العامل وإنسان هايدلبيرج أنواع وسيطة، رغم أنه ربما يثبت أنهما لم يكونا إلا أشكالا مختلفة، كانت جميعها لديها القدرة على صنع أشياء معقدة على نحو متزايد بأيديها؛ فحجم أدمغتها، خاصة الجزء المرتبط بوظيفة دماغية أعلى (القشرة الدماغية الجديدة)، تزايد تدريجيا.
تحدد عمر الإنسان العاقل داخل نطاق 140 ألف سنة. اعتمدت أول دراسة تحاول تحديد مدى قدمنا على التحليل الجزيئي لمجموعة معينة من الجينات داخل خمس مجموعات مختلفة من البشر الموجودين في عصرنا الحالي؛ من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (المجموعة 1)، ومن الصين وفيتنام ولاوس والفلبين وإندونيسيا وتونجا (المجموعة 2)، ومن سلالة سكان أستراليا الأصليين (المجموعة 3)، ومن شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا (المجموعة 4)، ومن سلالة سكان غينيا الجديدة الأصليين (المجموعة 5). أظهر التحليل ثلاثة أشياء:
35
أولا: أن كل البشر الحاليين، المتمثلين في المجموعات الخمس، مرتبطون ارتباطا وثيقا إلى حد ما. وثانيا: أن أكبر تفاوت ظهر داخل أي مجموعة كان داخل المجموعة 1؛ مما يشير إلى أن الأفارقة ظهروا منذ أطول فترة. ثالثا: من خلال افتراض حدوث معدل ثابت من الطفرات في 2 إلى 4 قواعد نيوكليوتيدية (بقايا الأدينين والسيتوسين والجوانين والثيامين في الدي إن إيه) من كل 100 قاعدة كل مليون سنة، فإن نقطة التقاء كل البشر في الماضي يمكن حسابها بحيث تعود إلى نحو 200 ألف سنة مضت. لا بد أن نقول إنه منذ إجراء هذا التحليل، منذ أكثر من عقد، ظهرت بعض الانتقادات له، ويتضح خطأ افتراضات معينة فيه. أدت دراسة أخرى حديثة أكثر إلى ظهور الرقم المعدل 140 ألف سنة بوصفه يعبر عن الوقت الذي عاش فيه سلفنا المشترك. تجدر بنا الإشارة إلى أنه حتى هذا الرقم محسوب في المتوسط فقط؛ فيمكننا القول، بنسبة ثقة مقدارها 95٪ فقط، إن عمر الإنسان العاقل يتراوح بين 63 ألف و383 ألف سنة تقريبا. ما يتفق عليه جميع علماء الأحياء الجزيئية أن النوع الحالي من الهومو لا يصل عمره إلى مليون سنة ولا إلى 30 ألف سنة (تخمين ظهر في أوائل القرن العشرين)، لكنه ظهر في وقت ما بينهما، مع اعتبار 140 ألف سنة الاستنتاج الأكثر منطقية حاليا.
في الواقع لا تقع الجينات التي تقدم هذه المعلومات داخل الكروموسومات الثلاثة والعشرين على الإطلاق؛ فهي تقع داخل مجموعة صغيرة منفصلة من الجينات تسمى الدي إن إيه الميتوكوندري.
36
ينتقل الدي إن إيه الميتوكوندري من جيل إلى التالي عبر الإناث فقط؛
37
Página desconocida