La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Géneros
6
من الصعب تقبل فكرة أن آليات تحديد المواقع لديها بمثل هذا المستوى من الدقة؛ فيبدو من المقبول أكثر افتراض أن الجزء الأخير من رحلة عودتها يشتمل على عملية بحث نشط عن موطنها السابق. بالطبع، تفشل الحيوانات أحيانا في العثور عليه؛ إذ تجرفها بعيدا عن مسارها عاصفة شديدة أو تيار شديد. توجد آليات نسخ في أدمغة الحيوانات؛ تماما كما توجد في أدمغتنا، تساعد في تذكر الأنواع التي نجحت في هجرتها بالمكان الذي كانت فيه. ربما تبدأ الذرية في البداية في اتباع والديها، لكنها تتذكر أيضا فيما بعد طريق رحلاتها. ونحن نطلق على هذا اسم الذاكرة؛ تذكر الأماكن والأحداث والأفكار .
لا تنتقل الذاكرة بالطبع إلى الجيل التالي . تقدم دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية - ليس عن التعرف على وجهات الهجرة، وإنما عن تحديد المفترسات المحتملة - مثالا جيدا على حاجة كل جيل إلى التعرف على المفترسات من جديد، تماما مثل حاجة أطفال البشر إلى تعلم تجنب المواقف الخطيرة مثل لمس المواقد الساخنة أو الأشياء الحادة، أو أكل التراب أو شرب المياه غير نظيفة. إنه النظير الحيواني للانتقال الثقافي من الوالد إلى الذرية عبر اللغة. تمثل ما فعله العلماء في مقارنة استجابة حيوان الموظ في حديقة يلوستون الوطنية باستجابة الموظ في ألاسكا. في حديقة يلوستون لم يعد إدخال المفترسات الطبيعية، الدب الرمادي والذئب، للموظ إلا بعد غياب 50 عاما، أما في ألاسكا فهذه المفترسات توجد باستمرار. واكتشف العلماء أن حيوان الموظ في حديقة يلوستون يزيد احتمال قتله على يد الدب الرمادي أو الذئب بخمسين مرة عن ذلك الموجود في ألاسكا؛ فقد نسيت هذه الحيوانات كيف تتعرف على أعدائها. ونظرا لعدم حدوث أي تغير جيني في مثل هذه الفترة القصيرة من الوقت، مجرد بضعة أجيال، يصبح من الواضح أن الموظ يحتاج إلى تعلم الأخطار التي تمثلها المفترسات من جديد في كل جيل. لذلك من المحتمل أن تكون المعرفة بشأن طرق الهجرة يتعلمها الصغار من والديهم أو من الحيوانات الأكبر سنا، التي ذهبت في الرحلة من قبل؛ فهذه المعرفة ليست فطرية. (2) تطور الإنسان
توجد أدلة دامغة على تطور الإنسان من سلف مشترك للقردة العليا؛ فقد رأينا أن 95٪ من تكويننا الجيني هو نفسه الموجود لدى الشمبانزي الحالي. عاش هذا السلف منذ نحو 6 إلى 8 ملايين سنة، على الأرجح في مكان ما في أفريقيا؛ فلم يعثر على أي بقايا حفرية إلا مؤخرا. ومع ذلك، في عام 2001، قرر فريق مشترك من فرنسا وكينيا أن العظام التي عثروا عليها في تلال توجن في كينيا، وحددوا تاريخها بأنها ترجع إلى 6 ملايين سنة، تنتمي إلى هذا المرشح، وأطلقوا على الجنس اسم أورورين وعلى النوع اسم توجنسيس.
7
رغم أن الأورورين توجنسيس هو بالفعل السلف المحتمل للإنسان، فإن الأدلة على أنه كان أيضا سلفا للقردة الأفريقية الحالية أقل قوة. الأمر الذي لا جدال فيه أنه منذ ذلك الوقت تقريبا بدأت السلالتان اللتان تؤديان إلى الإنسان من ناحية، وإلى الشمبانزي الحالي من ناحية أخرى (بان تروجلوديت وبان بانيسكوس) في الانفصال، وانتهى الحال بانفصال سلالتي الغوريلا الحديثة والأورانجوتان في وقت مبكر؛ فالإنسان أكثر قربا للشمبانزي من الغوريلا أو الأورانجوتان. (2-1) أساليب التأريخ
كيف يحدد عمر قطعة من العظام أو أداة حجرية؟ في حالة البقايا المتحجرة يحدد عادة تاريخ الطبقات الصخرية المحيطة بها أو الحجر الجيري الذي عثر على العينة فيه، وليس الحفريات نفسها، فمع ترسب الغبار والنباتات الميتة على الأرض، تصبح بعض البقايا الحيوانية متحجرة، شريطة ألا يحركها شيء من مكانها، ثم تتكون طبقة جديدة فوقها، وهكذا. يحدث تحجر الحفريات، الذي يحفظ الكائنات النافقة، نتيجة للأملاح المعدنية الموجودة في المياه التي تجري فوق سطح الأرض، ومع تبخر المياه، تترك وراءها طبقة بلورية تحتفظ بشكل البقايا العضوية مثل العظام. هذا وقد عثر على معظم حفريات الإنسان الأول على طول مجاري الأنهار أو في كهوف؛ بينما الجثث التي تترك في الأراضي المفتوحة لا تظل في مكانها فترة طويلة تسمح لها بالتحجر.
أما البقايا العضوية التي تحتوي على الكربون، مثل الخشب (الذي ربما استخدم في صنع إحدى الأدوات)، أو الفحم (من الحرائق)، أو العظام (من بقايا الهياكل العظمية)، أو الأصداف (من الحيوانات البحرية والأرضية)، أو الخث (من النباتات السابقة)، فيمكن تحديد تاريخها من خلال قياس نسبة أحد النظائر المشعة للكربون، ويطلق عليه الكربون
14
ومقارنته بنسبة النظير المستقر الكربون
Página desconocida