La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Géneros
حيث شرح بمصطلحات علم الجبر العلاقة بين نقطة في الفضاء وحركتها بالزمن. كان يمكن لهذا الإنجاز وحده أن يجعله واحدا من أكثر علماء الرياضيات إبداعا على الإطلاق. إلا أن فضوله لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد كان مثل ليوناردو دافنشي مهتما بخصائص الضوء. وقد شعر بوجود خطأ ما في المفاهيم المعتمدة عن الألوان التي ابتكرها رجال مثل رينيه ديكارت وروبرت هوك في إنجلترا. كان الأخير قد نشر للتو كتابه «الفحص المجهري»، الذي أكد فيه على أن الألوان نشأت من امتزاج «الظلام» بالموجة الأساسية للضوء الأبيض؛ فقليل من الظلام ينتج اللون الأحمر، وتباعا تنتج زيادة الظلمة ألوان قوس قزح الأخرى، حتى الوصول إلى اللون الأزرق. كانت تساور نيوتن الشكوك بشأن هذا، واختار إجراء تجربة. اشترى منشورا زجاجيا، ربما من سوق القرية، وبدأ في تلميع جوانبه. ورتب غرفته بحيث ينعكس شعاع الضوء الذي يسقط على أحد جوانبه عبر الجانب الآخر على الحائط؛ فظهرت ألوان قوس قزح، من الأحمر حتى الأزرق. بعدها أخذ منشورا آخر انعكست عبره الألوان الفردية مرة أخرى. وكانت النتيجة ظهور الضوء الأبيض. بعبارة أخرى، يتكون الضوء الأبيض من مزيج من الألوان، وليس العكس.
بعد خمسين عاما أوجز نيوتن هذه الإنجازات ببلاغة قائلا: «في مطلع عام 1665 [لم يكن تعدى الثالثة والعشرين من العمر] اكتشفت طريقة لتقريب المتسلسلة والقاعدة الخاصة باختزال ... أي معادلة ذات حدين إلى مثل هذه المتسلسلة. في شهر مايو من العام نفسه اكتشفت طريقة حساب خط المماس ... وفي شهر نوفمبر توصلت إلى طريقة الفروق المستمرة المباشرة، وفي يناير من العام التالي وضعت نظرية الألوان (صورة 7)، وفي مايو التالي شرعت في الطريقة العكسية
23
للفروق المستمرة.»
24
ومثل تشارلز داروين، الذي جاء بعده بقرنين، كان نيوتن محبا للعزلة، ولم ينشر فرضياته في وقت تبلورها في ذهنه. ومثلما كان استنتاج ألفريد والاس بشأن الانتقاء الطبيعي هو ما دفع داروين للانتهاء من كتابه «أصل الأنواع»، ربما أسهم نشر لايبنتس لحساب التفاضل - بالإضافة إلى تشجيع إدموند هالي - في قرار نيوتن بتدوين نتائج اكتشافاته في كتاب «الأصول» (صورة 7)، الذي لم ينشر حتى عام 1686. وفي هذا الوقت كان نيوتن قد تمكن من الإجابة عن «سؤال» آخر من الأسئلة التي وضعها لنفسه (نظرا لكونه يتحدث اللاتينية بطلاقة منذ صباه، كتب كل أبحاثه العلمية باللغة اللاتينية). كان حول قضية أساسية؛ لماذا تتحرك الكواكب حول الشمس في مدارات بيضاوية؟ في الواقع، لماذا تتحرك على الإطلاق؟ يرد في القصة أنه بينما كان جالسا في حديقته في وولسثروب لاحظ تفاحة تسقط من على إحدى الأشجار؛ مما جعل مفهوم الجاذبية يتبادر إلى ذهنه. ومع ذلك، على عكس الإلهام المفاجئ الذي جاء إلى أرشميدس وهو في حوض الاستحمام، على الأرجح كان نيوتن يفكر في مسألة الحركة منذ فترة طويلة. وفي هذا الشأن، كما في علم البصريات، كان متأثرا كثيرا بأفكار ديكارت.
تمثل قوانين نيوتن للحركة، التي تقضي بأن «كل جسم يستمر على حالته من السكون أو الحركة المنتظمة ... ما لم تدفعه إلى تغيير حالته قوى تمارس عليه»، وأن «التغير في الحركة يتناسب مع القوة الدافعة المؤثرة ...» وأن «لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه»؛
25
أساس أفكاره عن الجاذبية. كما تمثل أيضا أساسا لعلم الفيزياء الحديث، الذي لم يتغير حتى يومنا هذا. نشأ الربط بين التفاحة التي سقطت والجاذبية وحركة الأجسام السماوية من الروايات حول نيوتن من بعض معاصريه. أحد هؤلاء كان جون كونديت، زوج كاثرين ابنة أخت نيوتن. كتب كونديت قائلا إن «... بينما كان يتأمل في حديقة تبادر إلى ذهنه أن قوة الجاذبية (التي أسقطت تفاحة من على الشجرة إلى الأرض) لم تكن مقتصرة على مسافة معينة من الأرض، بل لا بد أن هذه القوة تمتد إلى أبعد بكثير من الاعتقاد السائد. فقال في نفسه لماذا لا يمكنها أن تصل إلى القمر ...»
26
Página desconocida