La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante

Zaynab Catif d. 1450 AH
147

La Esencia de la Humanidad: Una Búsqueda Interminable y un Movimiento Incesante

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

Géneros

إلا أن ما علق في ذاكرتي أيضا، في أثناء سيرنا في أرجاء هذا المبنى المذهل، كان الحوار الذي دار بيني وبين أحد زملائي من العلماء؛ فقد جئنا جميعا في رحلة ليوم واحد ، مقدمة من منظمي المؤتمر الذي كنا نحضره في دلهي. أشار زميلي، متخصص هندي جاد ومثقف في علم الأحياء الدقيقة، إلى نهر يمونا وهو يشق طريقه برشاقة تحت تاج محل، قائلا: «هذه المياه مقدسة للغاية، فتستطيع ملء وعاء زجاجي بها وتغلقه بإحكام، ولن تنمو أي جراثيم في الماء على الإطلاق. أنا أعرف أنك لا تصدق هذا، لكنه حقيقي.» كنت أحاول دمج الشك باللباقة؛ فالإيمان الديني قوي بالفعل.

إذن هل الصراع بين الإيمان والعلم لا يمكن حله؟ أنا لا أعتقد ذلك.

32

فعلينا ألا نفترض أن المعتقدات الدينية والتفسيرات العلمية يستحيل أن توجدا جنبا إلى جنب. فطالما أن الدين مسألة اعتقاد فحسب، ولا تعتبر تعاليمه تفسيرا للظواهر التي توجد لها تفسيرات منطقية، فلن يوجد تعارض بين العلم والدين. كان ألبرت أينشتاين مؤمنا بالله (الدين دون العلم أعمى، والعلم دون الدين كسيح)، وكذلك كان جاليليو ونيوتن. إلا أن هذا يعني اعتناق معتقدات دينية إلى حد ما؛ والبوذية والكونفوشيوسية والطاوية تحقق هذا. وحاليا بدأ بعض المسيحيين المنتمين للعقيدة البروتستانتية أيضا يتقبلون فكرة أن الله يوجد إلى حد كبير في ذهن المؤمن

33 (على الأرجح يدخل إليه عبر التنشئة). يكون هذا المفهوم مرضيا للبعض تماما مثلما يكون الفعل الإيثاري مرضيا لغير المؤمن. يتغلب هذا أيضا على مشكلة كون آلهة مختلفة مسئولة عن فعل الخلق نفسه.

ماذا نستطيع أن نستنتج أيضا من ذلك السرد القصير للطبيعة الروحية لسعي الإنسان المستمر؟ أن هذا الجانب جزء أساسي في سلوكه تماما مثل بحثه عن تكنولوجيا جديدة، أو تعبير فني، أو تفسيرات علمية. إن دفن الأموات كانت سمة مشتركة عند معظم ديانات الحضارات السبع الأساسية والحضارات التي تلتها، وكذلك في معتقدات المجتمعات البدائية في أماكن أخرى. فالرئيسيات الأخرى تدفع ببساطة أمواتها جانبا، رغم قدرتها على التعبير عن الأسى تماما مثل البشر.

34

ما الذي يكمن وراء دفن الإنسان للجثث؟ ربما يكون الخوف من العدوى أحد الأسباب، والحل الهندوسي المتمثل في استبدال حرق الموتى بالدفن حل منطقي. ومع ذلك يوجد أسلوب دفن الجثمان تحت الأرض، مثلما يحدث مع المخلفات، ويوجد أيضا تخليد ذكرى المتوفى بوضعه داخل تابوت بسيط أو داخل تابوت حجري ووضعه داخل أهرامات كما في بلاد سومر ومصر، أو قبور الأباطرة الصينيين، أو مساجد الحكام المسلمين، أو البانثيون في المسيحية. أشرت إلى أن خوف الإنسان من الموت كان سببا في عبادته للموتى، أما عالم النفس الدنماركي آرني بيترسون فيذهب إلى أبعد من هذا، ويقترح أن تبجيل الإنسان للموتى يتعلق بوعيه بكيانه؛ فهو نوع من الوعي الذاتي المستمد من الرمزية في اللغة، التي تؤدي إلى آراء الإنسان عن الحياة والموت.

35

باختصار، يعتبر الإيمان الديني نتيجة لظهور الكلام. أضف إلى ذلك المهارة اليدوية والقدرة العصبية، ويصبح لديك تفسير لتعبير الإنسان الجسدي عن إيمانه بالمجهول.

Página desconocida