[النمل: 40] على أن بعض العلماء يرى أن الحمد لا يتصور أن يكون عملا لسانيا لا يشامله عمل القلب والجوارح لأن حمد المحمود باللسان وحده من غير استشعار معناه بالقلب ولا تصديق له بالجوارح يعد سخرية واستخفافا، وأجيب بأن استشعار معني الحمد بالقلب وتصديقه بعمل الجوارح شرطان له وليسا من جوهره ومما يستغرب منه دعوى القرطبي: إن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان، وهو مردود بالأحاديث الصحيحة التي أوردها القرطبي نفسه في تفسيره منها ما رواه مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله ليرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها "
وروى ابن ماجه عن أنس أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ "
، وفي الكتاب العزيز ما يدل على أن الحمد يكون في مقابل الإحسان فالله تعالى يقول تعليما لعباده كيف يحمدونه:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا..
[الكهف: 1] ويقول
الحمد لله فاطر السماوات والأرض
[فاطر: 1] وحكى عن أهل الجنة قولهم وقالوا
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب
Página desconocida