375

Las Joyas Hermosas en la Interpretación del Corán

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Géneros

ثم ذكر تعالى ما كان يمن به عليهم من تفضله بالأجر، ووصفه إياه بالعظيم مقتض ما لا يحصيه بشر من النعيم المقيم، والصراط المستقيم: الإيمان المؤدي إلى الجنة، والمقصود تعديد ما كان ينعم به عليهم سبحانه.

[4.69-70]

وقوله (جلت عظمته): { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم... } الآية: لما ذكر الله سبحانه الأمر الذي لو فعلوه، لأنعم عليهم، ذكر بعد ذلك ثواب من يفعله، وهذه الآية تفسر قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم } ، وقالت طائفة: إنما نزلت هذه الآية لما قال عبد الله بن زيد الأنصاري الذي أري الأذان : يا رسول الله، إذا مت، ومتنا، كنت في عليين، فلا نراك، ولا نجتمع بك، وذكر حزنه على ذلك، فنزلت هذه الآية.

قال * ع *: ومعنى أنهم معهم: في دار واحدة، ومتنعم واحد، وكل من فيها قد رزق الرضا بحاله، وذهب عنه أن يعتقد أنه مفضول، وإن كنا نحن قد علمنا من الشريعة أن أهل الجنة تختلف مراتبهم على قدر أعمالهم، وعلى قدر فضل الله على من يشاء، والصديق: فعيل من الصدق، وقيل: من الصدقة، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

" الصديقون المتصدقون "

ولفظ الشهداء في هذه الآية: يعم أنواع الشهداء.

قال * ص *: { وحسن أولئك رفيقا } فيه معنى التعجب؛ كأنه قال: وما أحسن أولئك رفيقا، وقد قدمنا في كلام ابن الحاج ما يدل على أن التعجب لازم ل «فعل» المستعمل للمدح والذم، على كل حال، سواء استعملت استعمال نعم أو لا. انتهى.

وقوله تعالى: { ذلك الفضل من الله }: الإشارة ب «ذلك» إلى كون المطيعين مع المنعم عليهم.

[4.71-73]

وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا خذوا حذركم... } الآية: هذا خطاب للمخلصين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر لهم بجهاد الكفار، والخروج في سبيل الله، وحماية الإسلام، و { خذوا حذركم }: أي: احزموا واستعدوا بأنواع الاستعداد، و { انفروا }: معناه: اخرجوا، و { ثبات }: معناه جماعات متفرقات، وهي السرايا، والثبة: حكي أنها فوق العشرة، و { جميعا }: معناه: الجيش الكثير مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ هكذا قال ابن عباس وغيره.

Página desconocida