الفصل السابع عشر
وصفناه ، وبيان ما شرحناه ، وتفصيل ها اجملناه بالبيان الشافي ، والقول الكافي ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقیم ، والآن نقول : أن لفظة البعث تدل على معنيين أحدها معي ایراد وآخر معي بعث اصدار وهما معنى المبدأ والمعاد ، فأما المبدأ فهو انبعاث النفس من العقل ، ثم انبعاث الأشياء كلها بعضها من بعض ، لأن بدئها من العقل وكلها من الله عز وجل . وبعث الابتداء هو البعث من حد القوة إلى حده الفعل وهو ایراد الأشياء من العلم إلى الوجود بالصورة التي كونها بالهيولى . واما البعث الذي هو معنى الاصدار فهو مفارقة النفس للجسد بعد اتحادها به و كونها معه مقارنة لما عملت حاملة لما كسبت أما إلى عذاب مقيم ، أو إلى سرور ونعم ، فهذه معرفة البعث بالوجيز من القول الدال على المبدأ والمعاد : وفي هذا المعني قال الله عز وجل :
النعمة . وبعد هذا فأن البعث الكائن في الدنيا جزئي . أما البعث المؤدي إلى الآخرة فهو كلي .
Página 113