148

Jamic Wajiz

الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري

Géneros

Fiqh chií

سنة 586: في صفر علم الفرنج أن صلاح صار للصيد والعسكر قليل

فخرجوا من الخندق وقت العصر قاتلهم المسلمون بالنشاب وأحجب الفرنج عنه حتى فنيت النشاب فحملوا عليهم حملة رجل واحد فاشتد القتال إلى الليل فقتل من الفريقين جماعة كثيرة ورجع الفرنج إلى خندقهم ثم أقبلت العساكر من دمشق وحمص وحماه فأقبل صلاح ونزل قريبا منهم ليشغلهم عن قتال أهل عكا، فكانوا يقاتلون الفريقين ولا يسأمون ثم عمل الفرنج ثلاثة أبراج من الخشب التي لا يوجد طولها ستون ذرعا كل برج منها خمسة طبقات وغشوها بجلود وطلوها بالطين والخل لئلا تحرق بالنار وقد بنوها نحو مدينة عكا من ثلاث جهات وملأوها من المقاتلة وزحفوا بها في عشرين من ربيع الأول فانتشرت على السور وقاتل من بها أهل البلد واشرف البلد أن يؤخذ فأرسل من عكا إنسانا سبح في البحر إلى صلاح وأخبره بما هم فيه من الضبق وانهم مأخذون فركب هو ومن معه وقاتلهم من جميع جهاتهم فافترق الملاعين فرقتين فرقة تقاتل صلاح وفرقة تقاتل أهل البلد ودام القتال ثمانية أيام متتابعة وسئم الفريقان القتال وتيقن الناس أن البلد مأخوذ لعجز من فيه عن دقع الأبراج وقد فعلوا كل حيلة ورموها بالنفط فلم تحترق وكان من اللطيف أن حكيما مصريا خبيرا بما يقوي فعل النار عمل عقاقير من ذلك وأمر المنجنيق يرمي بها فرمى فاشتعل البرج فاحترق هو ومن فيه فهلكوا، ثم رمى الثاني وقد هرب من فيه فاحرقه ثم الثالث وحمل الرجل الحكيم إلى صلاح فأغناه وأقطعه ----- فقال عملته لله والجزاء منه ثم وصلت العساكر من كل أوب ووصل العسكر المصري فالتقاه بعض الفرنج فتبعهم صلاح الدين في العساكر جميعها ليشغلهم ليدخل العسكر المدينة فاشتد القتال برا وبحرا، وكان يوما لم يؤرخ مثله والقتل في الفرنج أكثر وسلمت الحمولة.

Página 136