وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة سبع وستين وستمائة.
فأخذ الفقه والأصول عن والده، وسمع عن خلق كثيرين، منهم الشيخ شمس الدين زين ن المنجا، والمجد بن عساكر.
وقرأ العربية على ابن عبد القوى، ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله وفهمه.
وعنى بالحديث ن وسمع الستة والمسند مرات.
وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرز فيه، وأحكم أصول الفقه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك من سائر العلوم.
ونظر في الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، ورده على رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذه الفضائل. وتأهل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة، وتضلع في علم الحديث وحفظه حتى قالوا: إن كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فهو ليس بحديث.
وأمده الله تعالى بكثرة الكتب، وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم وبطء النسيان، حتى قال غير واحد: إنه لم يكن يحفظ شيأ فينساه.
وألف في أغلب العلوم والتأليفات العديدة وصنف التصانيف المفيدة في التفسير والفقه والأصول والحديث والكلام والردود على الفرق الضالة والمبتدعة، وله الفتاوى المفصلة وحل المسائل المعضلة.
ومن تصنيفاته التي تبلغ ثلثمائة تصنيف: «تعارض العقل والنقل» أربع مجلدات، «والجوا الصحيح» - ردًا على النصارى - أربع مجلدات و«وشرح عقيدة الأصفهاني» مجلد، و«الرد على الفلاسفة» أربع مجلدات، وكتاب «إثبات المعاد» والرد على ابن سينا. وكتاب «ثبوت النبوات عقلًا ونقلًا» و«المعجزات والكرامات» وكتاب «إثبات الصفات» مجلد وكتاب «العرش» وكتاب «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» وكتاب «الرد على الإمامية» ردًا
1 / 18