أسألك يا رب حد م الدنيا يهربني
أروح لامي ألاقي جوزها يضربني
واروح لابويا ألاقي مراته تطردني
ماليش حبيب التقيه من قلبه قربني
وثلاث سنوات قضاها أبو دراع الصغير على هذه الحال، وما كاد يعرف كيف يركب القطار حتى هرب إلى القاهرة ومعه جنيهان أعطاهما لأول معلم جرائد صادفه في باب الحديد، واشتغل معه يبيع الأهرام والجهاد ويكسب 15 قرشا في اليوم، ونزهته الوحيدة كانت أن يذهب كل خميس إلى مولد شعبي يقام بجوار سيدي الأحمدي حيث تنتصب حلقات الغناء والذكر والألعاب وكل تلك المسليات الشعبية. وذات مرة تشجع ونقط فرقة المزيكة بنصف ريال ليصاحبوه في موال يغنيه. أحس يومها أن له صوتا، وأعجب الناس وعرض عليه صاحب الفرقة أن يعمل معهم نظير مبلغ لم يكن يحلم به مطلقا 30 قرشا في اليوم. طار من الفرحة وقبل وساح في البلاد يغني ويتعرف على جمهور الموال في كل مكان ، ولكنه كان يعتمد في أغانيه على تأليف الآخرين وحفظه له، إلى أن حدث مرة ودخل له مغن آخر في مبارزة أحس فيها بمعينه المنقول ينضب ولا يسعفه ويجعل الآخر يكتسحه بسهولة. حينئذ استفز أبو دراع: قلت إيه يا ولد، هم اللي بيألفوا لأرواحهم دول مش زيك؟ وروحت البيت وجيت على راجل بيعرف يقرا ويكتب ولايمته على نص ريال وقعدته قدامي وقلت له اللي يطلع من بقي اكتبه، وقعدت طول الليل أجائر وأناحر وأألف، ومن ليلتها مسكت الصنعة، ومشيت. وفي مرة كنت بغني في حارة في عابدين قام واحد افندي نقطني بجنيه، اجننت أنا وموتي لازم أعرف مين لفندي ده أبو حتى مقطوعة من مناخيره واللي نقطني بجنيه بحاله، سألت عليه ويطلع مين؟ المرحوم خليل مطران، طلعت جري عليه أبوس على إيده واطلب منه يديني كرت ليوسف وهبي عشان يخليني أغني في فيلم من أفلامه لأن محمد العربي كان أيامها بيغني في الأفلام، واداني، وطلعت في أفلام واتعرفت بقى على واسع شوية، إنما أستاذي هو الششتاوي بتاع المحلة مفيش كلام.
سألت أبو دراع عن مفهومه للفنان، فغنى:
مساكين ولاد الغرام غنوا على حالهم
طول الليالي سهر والفين على حالهم
بيغنوا للناس كلام تعديد على حالهم
ويا ريت فيه ناس تسيب الناس على حالهم
Página desconocida