Admoniciones a los piadosos con noticias de los califas fatimíes

al-Maqrizi d. 845 AH
53

Admoniciones a los piadosos con noticias de los califas fatimíes

إتعاظ الحنفا بأخبار الأإمة الفاطميين الخلفا

Editorial

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Número de edición

الأولى

Ubicación del editor

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ذكر ما كان من ابتداء الدولة الفاطمية إلى أن بنيت القاهرة وذلك أن أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا الشعيي، سار إلى أبي القاسم رستم بن الحسن بن فرج بن حوشب بن ذاذان الكوفي باليمن، وصحبه وصار من كبار أصحابه، وكان له علم وفهم ودهاء ومكر، فلما ورد على ابن حوشب موت الحلواني ورفيقه بالمغرب، قال لأبي عبد الله الشعيي: إن أرض كتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان، وقد ماتا، وليس لها غيرك، فبادر فإنها موطأة ممهدة لك. فخرج أبو عبد الله إلى مكة، وقد أعطاه ابن حوشب مالًا، فلما قدم سأل عن حجاج كتامة، فأرشد إليهم، واجتمع بهم، ولم يعرفهم قصده، وذلك أنه جلس قريبا منهم، فسمعهم يتحدثون بفضائل آل البيت، فاستحسن ذلك، وحدثهم في معناه، فلما أراد القيام سألوه أن يأذن لهم في زيارته، فأذن لهم، وسألوه أين مقصده؟ فقال: مصر، ففرحوا بصحبته، فرحلوا، وهو لا يخبرهم بغرضه، وأظهر العبادة والزهد، فازدادوا فيه رغبة، وخدموه. وكان يسألهم عن بلادهم وأحوالهم وقبائلهم، وعن طاعتهم لسلطان إفريقية؛ فقالوا: ماله علينا طاعة، وبيننا وبينه عشرة أيام.

1 / 55