Preferencia de la verdad sobre la creación en la refutación de las controversias
إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٩٨٧م
Ubicación del editor
بيروت
أبصار الخفافيش وكما يضر ريح الْورْد بالجعل وَكَيف يبعد هَذَا وَقَوْلنَا أَن كل شَيْء بِقَضَاء من الله وَقدر حق فِي نَفسه وَقد أضرّ سَمَاعه بِقوم حَيْثُ أوهم ذَلِك عِنْدهم دلَالَة على السَّفه ونقيض الْحِكْمَة وَالرِّضَا بالقبيح وَالظُّلم وألحد ابْن الراوندي وَطَائِفَة من المخذولين بِمثل ذَلِك وَكَذَلِكَ سر الْقدر لَو أفشي أَو هم عِنْد أَكثر الْخلق عَجزا إِذْ تقصر أفهامهم عَن ادراك مَا يزِيل هَذَا الْوَهم عَنْهُم
وَقَالَ فِي شرح اسماء الله الْحسنى فِي شرح الرَّحْمَن الرَّحِيم والآن أَن خطر لَك نوع من الشَّرّ لَا ترى فِيهِ خيرا أَو أَن تَحْصِيل ذَلِك الْخَيْر من غير شَرّ أولى فاتهم عقلك الْقَاصِر فِي كلا الطَّرفَيْنِ فانك مثل أم الصَّبِي الَّتِي ترى الْحجامَة شرا مَحْضا والغبي الَّذِي يرى الْقصاص شرا مَحْضا لِأَنَّهُ ينظر إِلَى خُصُوص شخص الْمَقْتُول وانه فِي حَقه شَرّ مَحْض وَيذْهل عَن الْخَيْر الْعَام الْحَاصِل للنَّاس كَافَّة وَلَا يدْرِي أَن التواصل بِالشَّرِّ الْخَاص إِلَى الْخَيْر الْعَام خير مَحْض لَا يَنْبَغِي حَكِيم أَن يهمله هَذَا أَو قريب من هَذَا
وَفِي بعض كَلَامه نظر قد أوضحته فِي العواصم والسر فِي ذَلِك أَن الله تَعَالَى لَا يُرِيد الشَّرّ لكَونه شرا قطعا وَإِنَّمَا يُريدهُ وَسِيلَة إِلَى الْخَيْر الرَّاجِح كَمَا قَالَ ﴿وَلكم فِي الْقصاص حَيَاة يَا أولي الْأَلْبَاب﴾ وكما صَحَّ فِي الْحُدُود والمصائب أَنَّهَا كَفَّارَات فَهَذَا هُوَ سر الْقدر فِي الْجُمْلَة وَإِنَّمَا الَّذِي خَفِي تَفْصِيله ومعرفته فِي عَذَاب الْآخِرَة وشقاوة الاشقياء فَمن النَّاس من كبر ذَلِك عَلَيْهِ وَأَدَّاهُ إِلَى الحكم بِنَفْي التحسين والتقبيح فصرحوا بِنَفْي حِكْمَة الله تَعَالَى وهم غلاة الاشعرية إِلَّا بِمَعْنى إحكام المصنوعات فِي تصويرها لَا سواهُ وَمن النَّاس من أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى القَوْل بالجبر وَنفي قدرَة الْعباد واختيارهم وَمِنْهُم من جمع بَينهمَا وَمن النَّاس من جعل الْوَجْه فِي تَحْسِين ذَلِك من الله عدم قدرته سُبْحَانَهُ على هدايتهم وهم جُمْهُور الْمُعْتَزلَة لكِنهمْ يَعْتَذِرُونَ عَن تَسْمِيَته عَجزا ويسمونه غير مَقْدُور كَمَا سَيَأْتِي وَمِنْهُم من جعل الْعذر فِي ذَلِك أَن الله لَا يعلم الْغَيْب وهم غلاة الْقَدَرِيَّة نفاة الاقدار
1 / 95