وإن قلنا في الطباع فهم مختلفون أيضا.
وإن قلنا في الرزق فهذا غير صحيح فهم مختلفون.
وإن قلنا في العلم فهذا غير صحيح فهم ليسوا سواء في ذلك.
وإن قلنا في التفضيل فقد جعل الله التفضيل في كل شيء حتى في المأكولات والمشروبات، والأيام والشهور، والأماكن والمعادن، والأحجار، فلم يبق إلا واحد فقط
-إن صح الحديث-، وهو في الحدود، إنهم سواسية في الحدود، وهذا ما ذكره أئمة آل البيت " وذكروا المناسبة.
قال صلى الله عليه وسلم: ((والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)).
إن الله سبحانه وتعالى أراد منا أن نكون عبيدا متواضعين، سامعين منقادين، فقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات: 59] ليكونوا عبيدا، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، ولم يخلقهم ليعصوه، فلم يقل: (ليعصون) أو (ليعصوني بعضهم وليعبدوني بعضهم) بل قال: {ليعبدون} جميعا بلا استثناء، ولكن حكمته جرت أن {لا إكراه في الدين}[البقرة: 256] {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}[الكهف: 29] ولكن هناك حساب وعقاب، جنة أو نار، ولكي يميز الله الصالح من الفاسد، جعل هذا الاختيار، فاصطفى أناسا دون أناس، {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم}[الأنعام: 165] أي ليختبركم.
Página 7