الفصيح، وقد اهتم أبو سهل بهذا النوع اهتماما بالغا، فكان ينسب الشاهد - في الغالب - إلى قائله، ويشرح معظم ألفاظه، وقد يذكر معه بيتا قبله أو بعده، أو يشير إلى ما فيه من روايات (^١).
ونوع آخر استشهد به أبو سهل نفسه، فكان يستطرد في شرح بعض هذه الشواهد، أو ذكر ما فيها من روايات.
فمن استطراده في شرح الشواهد قوله في بيت ابن مقبل:
قربوس السرج من حاركه … بتليل كالهجين المحتزم
قال: "الحارك من الفرس: أعلى كتفيه ومغرز عنقه، والتليل: العنق. والهجين من الناس: الذي أبوه عربي وأمه أمة. فشبه انتصاب القربوس على حاركه بعبد محتزم، وهو الذي قد احتزم بثوبه، وانتصب متهيئا لأمره" (^٢).
وقوله في بيت سنان بن أبي حارثة المري:
وقد يسرت إذا ما الشول روحها … برد العشي بشفان وصراد
قال: "يسرت: أي دخلت مع الأيسار في الجزور، إذا ضربوا
(^١) ينظر مثلا: ص ٣٤١، ٣٥٢، ٣٧٣، ٥٢٨، ٥٥٥، ٧٧٨، ٨٤٧.
(^٢) ص ٥٩٧.