ثالثا : يسلك * ابن الاكفانى فى تأليف موسوعته طريقا مخعلنا عن طريق " الفارابى * فى كتاب * إحصاء العلوم * وعن * ابن النديم * فى كتاب الفهرست : ولذلك فإنا تراه يعمد بعد مقدمته القصيرة التى أشرنا إليها ، إلى كتابة مقدمة ثانية فى : " العلم وشروط التعليم * - تقع فى حوالى ثلاث عشرة صفحة يعنى فيها بذكر القواعد والنظريات التريوية التى كانت سائدة عند المسلمين فى القرن الثامن الهجرى، مع بيان ما يفرضه العلم على العالم من الالتزامات ، وما يجب على المتعلم من اتباع أداب السلوك عند التعلم وواجباته تحو آستاذه . وهى مقدمة علمية كتبت بعثاية فائقة ، كما أنها وثيقة هامة فى تاريخ التربية والتعليم عند المسلمين حتى زمانه .
وتثبت هذه المقدمة بجلاء أن " اين الأكفانى * ليس تابعا ولا مقلدا ولكنه يشترك مع سابقيه فى الاهتمام بوضع النظريات العلمية والرسائل العملية التى يرى آنها كفيلة *بككملة النفوس البشرية * ، وهو يسعمين لى ذلك بتجاره وآراثه الخاصة بجانب القواعد والنظريات التروية التى كانت معروفة عند السلمين فى عصره ، ولذلك يقرر في دقة علمية أن العلماء والفلاسفة اختلفوا منذ القدم فى اتباع إحدى الطرق الثلاثة المؤدية إلى طلب العلم الحقيقى فيقول :
(1) من المجتهدين من رام إدراك (1) بالبعث والنظر ، ويقيم على ما يظهر له بالدليل والبرهان ، وهؤلاء زمرة الحكماء والباحثين ورييسهم أرسطو طاليس ومن خحص آرام أو شرحها مثل " أبى نصر الفارابى .. .
(2) ومن المبتهدين من سلك طريق تصنية النفس بالرياضة (2)، وهولاء هم النسالد ، أكثرهم يصل إلى أمور ذوقية يكشفها له العيان لحجل عن أن توصف بلسان ، فلا يقوم عليها دليل غيد الوجدان . ونساك ملتناهم الصوفية ، ولهم آداب شرعية واصطلاحية
(3) ومن المجتهدين (2) من ابتدأ أمره بالبحث والنظر وانتهى إلى التجريد وتصفية الننس فجمع يين الفضيلتين . وحاز كلتا الحسنيين ، وينسب مثل هاه الحال الى " سقراط وأفلاطون والسهروردى *
(1) أى إدرالد العلم .
(2) المقصرد * الرهاضة الروحية
(3) المقصود من الميتهدين باعة الصرفية*
Página 45