الفاطميون بيناء الأزهر وغيره من المساجد لنشر العلم والتعليم وبخاصة تعاليم الشيعة.
فكذلك عنى الأيوييون والمساليك من بعدهم ببنا. المساجد والبيمارستانات (1) الشى لاتزال شاهدة على ما بدل بسخاء فى تشييدها ، وعلى التهضة المعمارية والدوق الفنى الرائع الذى يشهد على ارتقاء الحضارة فى تلك العصور ، كما أقاموا المدارس التى كاثت تنهض با تقرم به الجامعات فى آيامنا هذه ، وكان يقوم بالتدريس فيها وفى المساجد تخية ممتازة من الأساتذة والشيوخ المتخصصين فى جميع العلوم والفتون . وقد عاصر " ابن الاكفانى" السلطان " الناصر محمد " الذى عنى هو وأمراؤه بتشييد المساجد العظيمة حتى قيل إته ينى فى هذا العصر ثماتية وعشرون مسجدا فى مصر والشام ، واختاروا لها اكفأ الشيوخ لتدريس جميع العلوم والفتون ، وعنوا كما عنى من سبقهم من الأيويين والمساليك بتحريم تدريس فقه الشيعة ، كما بذلوا الكشير من الجهود للقضاء على التشيع وعلى التماليم الفاطمية ، واقتدوا بمن سيقهم من الأيوبيين والمماليك فغصصوا الكشير من الأوقاف لتلك المنشآت ، فلا غرو أن تقوم فى مصر والشام أثناء حكم الأيوييين والمماليك نهضة حضارية عظيمة هى النهضة الثانية فى تاريخ الحضارة الإسلامية وقد غذى هله النهضة الحضارية المياركة العلماء والشيرخ الذين استطاعوا الهرب من العراق ومن المشرق الإسلامى فرارأ من بطش المغول وعسفهم ، كما لجأ إلى مصر والشام الكثيرون من أقاضل العلماء والمتصوفين الدين ها جروا من المغرب الإسلامى فرارأ من بطش الفرلجة فى الأندلس ومن عدم الاستقرار فى بلاد المغرب العريى وشمال أفريقية ، وقد نزل هؤلا، وأولتك على الرحب والسعة ، وأكرمت مصر والشام وفادتهم ررتبت لهم الأرزاق التى تكفل لهم عيشة كريمة نظير قيامهم بالتدريس وبوظائف القضاء ويكفى آن نذكر هنا آنه كان من بينهم العالم الكبير " ابن خلدون " (2) مؤسس علم الاجتماع واستاذ فلسفة التاريخ.
***
(1) المرجع السابق ، وكتاب * دولة بشى قلاون فى مصر لمحمد جبال الدين سرور*
(2) اين خلدون: 232- 8.3د / 1332 - 1406م.
Página 26