وتابعه الجيلى ويا بئس ما يبدي قال ابن خلدون قاضي الديار المصرية: إنه ألف ابن عربي، وابن سبعين، وابن برجان، وأتباعهم ممن سلك سبيلهم، ودان بنحلتهم، ولهم تآليف كثيرة يتداولونها(¬1) مشحونة بصريح الكفر، ومستهجن البدع.
وأما الجيلي بالجيم (¬2) فهو مصنف كتاب الانسان الكامل، كتاب ملأه بالكفر والضلالة،(¬3) مع ركة ألفاظ، وشعر في غاية الضعف. ولذا قلنا:
ولكن أرى الطائي أطولهم يدا
أتى بفصوص لا تزان بها الأيدي
المراد: ابن عربي الطائي، فإنه فتح لهم باب جهنم، بالتأليفات المشتملة على تخريب الأحاديث والآيات، ككتاب الفتوحات المكية، والفصوص، وغير ذلك.
وجا منهم ابن الفارض الشاعر الذي
أتى بعظيم الكفر في روضة الورد
أجاد نظاما مثل ما جاد كفره
فسبحان ذي العرش الصبور على العبد
ثبت إطلاق الصبور عليه تعالى في أسمائه الحسنى، والمراد بابن الفارض هو عمر بن الفارض، شاعر رقيق(¬4) الألفاظ، بديع المعاني، سلك طريقة إخوانه، وأتى في تائيته(¬5) بالكفر الصريح، الذي قصر عنه عباد المسيح، وجعل نفسه إلها كما يفعله غيره. وقال:
وما عقد الزنار حكما سوى يدي ...
Página 161