وفي حديث النبي (ألا وإن كلام العبد كله عليه لا له، إلا ذكر الله أو أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو إصلاحا بين مؤمنين) (1) وأنت تعلم أن أكثر الكلام خال عن هذه الثلاثة الأقسام، فينبغي أن تحذره غاية الحذر، فإنك منه على خطر، ونحن نذكر هاهنا من آفاته ما يكون دليلا على كثرة هفواته، والله تعالى الموفق والمسدد، ونحن نسأل الله تعالى هداية تبصرنا عيوب أنفسنا، وتردعنا عن هفوات ألسنتنا، وتختلط بلحومنا ودمائنا حتى يسري صلاحها إلى جميع أعضائنا، لعلنا ننجو مع الناجين فأما بغير هذا فلا ثقة بعملنا، ولا ركنة إلا على رحمة ربنا، والصلوات على محمد وآله.
فلنرجع إلى آفات اللسان.
الآفة الأولى: الكذب
اعلم أن الكذب من رذائل الأخلاق وفواحش الأقوال، ومن عرف به سقطت هيبته، وقل إجلاله، واستهجنت في الناس أقواله، وازدرته الأعيان، ولم يثق بقوله الجنان، وهو عند الله أخس وأوضع، وأذل وأحقر.
Página 39