والآن يقع الإرشاد للطالب إلى طريق النجاة ليبلغ بذلك إلى هني الحياة إن شاء الله تعالى، ومن الله عز وجل أستمد التوفيق والتسديد، وإياه أسأل المعونة والتأييد، فهو حسبي ونعم الوكيل.
الإرشاد إلى النجاة
اعلم أيها الطالب أن نجاة العبد إنما تحصل بطاعة الله، وانقياده لمولاه في أمره ونهيه.
فإذا النجاة إنما تحصل بأمرين:
أحدهما: الانقياد للأوامر الإلهية على حسب ما اقتضته.
والثاني: الانقياد للنواهي الإلهية على حسب ما تضمنته، وترك المناهي هو الأصعب والأشد فإن فعل الطاعات سهل على الجم الغفير، وترك المناهي ومخالفة الهوى تخفى إلا على الندس(1) البصير قال تعالى: {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}(2)
وعنه (المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السوء) (3).
Página 13