139

Iraq in Narrations and Signs of Turmoil

العراق في أحاديث وآثار الفتن

Editorial

مكتبة الفرقان

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الأمارات - دبي

Géneros

وبذا لم يكن لها ظهور في حياة النبي ﷺ، وبرزت على هيئة ذاك الرجل، ولم يقتل، مع الأمر بذلك، وطلب النبي ﷺ من أبي بكر وعمر قتله، ولم يفعلوا (١)؛ لسنة الله الكونية القاضية بذلك، فظهرت في زمن عثمان، وكان قتله أول فتنة، وفرخت الفتن بعدها، وورد ذلك في عدة آثار عن الصحابة؛ منهم: حذيفة (٢)، وعلي (٣) ﵄.
فصل
اشتداد الفتن مع مضي الزّمن
ووجدنا مع تأخر الزمن شدة الفتن (٤)، وهذا من موجبات هذه القاعدة، فقد ثبت في «صحيح البخاري» (رقم ٧٠٦٨)، وغيره بسنده إلى الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم ﷺ.

(١) ورد هذا في الحديث الذي قدمناه (ص ٥٣-٥٨) .
(٢) سيأتي بيان ذلك عنه (ص ١٦٦) .
(٣) أخرجه السراج -وعلقه عنه الخطابي في «الغريب» (٢/٢٠٣) - بسنده إلى علي: أن قومًا أتوه، فاستأمروه في قتل عثمان، فنهاهم، وقال: «إن تفعلوا، فبيضًا فلتُفْرخُنّه» .
قال الخطابي: «هذا مَثَل، يقول: إن قتلتموه نَتجْتم فتنةً ولودًا، وشبَّهها بالبيض الذي يخرجُ منه الفراخ، قال الأعشى [في «ديوانه» (٣٠٧)]:
وفي كل عام بيضةٌ تفْقَؤونها ... فتُفقأ وتبقى بيضةٌ لا أخالها»
وأخرج ابن سعد (٣/٦٥) إلى عمرو بن الأصم، قال: كنت فيمن أُرسلوا من جيش ذي خُشُب، قال: قالوا لنا: سَلُوا أصحاب رسول الله ﷺ، واجعلوا آخر من تسألون عليًّا، أنَقْدَم؟ قال: فسألناهم، فقال: اقذفوا، إلا عليًّا، قال: لا آمرُكم، فإن أبيتم فبيض، فليُفْرخ» .
(٤) هنالك أدلة عديدة على هذا، انظر منها -على سبيل المثال- ما سيأتي (ص ٥٣٨) .

1 / 142