Economía textil en el Occidente islámico en la Edad Media
اقتصاد النسيج في الغرب الإسلامي في العصر الوسيط
Géneros
160
بعض الأمور التي تضر بورق التوت: «في ورقه تعفن من توالي الغيوث، أو من دود وقع فيه، أو صفرة غلته من وهج الشمس أو ما شابه ذلك من جوائحه وقدروا ما أفسد منه بهذه الجائحة»؛ فاستلزم الأمر أن يقوم صاحب ورق التوت باستئجار عامل لرعاية شجر التوت، أو يشاركه في الحرير الناتج منها.
161
غير أن ما أوردته المصادر حول زراعة التوت بأرض المغرب كان قليلا وغير كاف لإبراز مكانة بلاد المغرب الإسلامي في صناعة الحرير، ولكن من المؤكد أن أبرز الأماكن التي زرعت بها أشجار التوت كانت قابس، التي احتضنت غابتها الكثير من أشجار التوت، وهو ما انعكس على جودة الحرير بأراضيها، الذي كان من أفضل منتجاتها وذاعت شهرته في العالم الإسلامي ولهج بذكره الكثير،
162
فيذكر البكري
163
عن جودة أشجار التوت بأنه «يقوم من الشجرة الواحدة منها من الحرير ما لا يقوم من خمس شجرات من غيرها .» وعن قابس ذكر صاحب الاستبصار أن بها «شجر التوت كثير ويربى بها الحرير، وحريرها أطيب الحرير وأرقه، وليس يعمل بإفريقية حرير إلا بها.»
164
وكان للفتن التي اندلعت في أوائل العصر الموحدي دور في خراب وقطع أشجار غابة قابس التي قضت على أشجار التوت وإنتاج الحرير خلال القرن السادس والسابع الهجريين، وهو ما يؤيد عدم تعرض التجاني بالذكر لحرير غابة قابس عند حديثه عنها،
Página desconocida