وأرواحُناَ في وحشَةٍ من جسومِنَا ... وغايةُ دنيانا أذىً ووبالُ
ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرِنا ... سوى أن جمعنا فيه قِيْلَ وقالوا
لقد تأملت الطرقَ الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلًا، ولا تروي غليلًا، ورأيت أقربَ الطرقِ طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:٥] ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر:١٠] واقرأ في النفي ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:١١] ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْما﴾ [طه:١١٠] ومن جَرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
ويقول الآخر منهم: - لقد خضت البحر الخِضمّ، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته، فالويل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي.
ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكًا عند الموت أصحاب الكلام ١.
وقال ابن القيم ﵀ في "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" لما ذكر اختلاف الناس في التوحيد، وأنهم فيه أنواع قال: -
وأما توحيد الفلاسفة فهو إنكار ماهية الرب الزائدة على وجوده، وإنكار صفات كماله، وأنه لا سمع له، ولا بصر، ولا قدرة، ولا حياة،
_________
١ انتهى من الحموية
1 / 53