191

Deleite de los Oídos con lo que Perteneció al Profeta en Términos de Condiciones, Bienes, Descendencia y Posesiones - Parte 1

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Editor

محمد عبد الحميد النميسي

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Ubicación del editor

بيروت

عالجاها حتى طارت ثنيتا أبي عبيدة في معالجته لهما، فكان أحسن أهتم خلق. ولما نزعتا جعل الدم يسيل، فجعل مالك بن سنان [وهو والد أبي سعيد الخدريّ] يملج الدم بفيه ثم ازدرده [(١)]،
فقال رسول اللَّه ﷺ: من أحب أن ينظر إلى من خالط دمه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان. وقيل له: تشرب الدم؟ فقال نعم! أشرب دم رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه ﷺ: من مسّ دمه دمي لم تصبه النار.
مسح فاطمة الدم عن وجهه ﷺ
وخرجت فاطمة ﵍ في نساء، فلما رأت الّذي بوجه رسول اللَّه ﷺ اعتنقته وجعلت تمسح الدم عن وجهه، وذهب علي ﵁ يأتي بماء وقال لفاطمة: أمسكي هذا السيف غير ذميم فأتى بماء في مجنه [(٢)] فأراد النبي ﷺ أن يشرب منه- وكان قد عطش- فلم يستطع، ووجد ريحا من الماء كرهها فقال:
هذا ماء آجن [(٣)]، فمضمض منه فاه للدم الّذي فيه، وغسلت فاطمة عن أبيها الدم، ورأى ﷺ سيف علي مختضبا فقال: إن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت، والحارث بن الصمة، وسهل بن حنيف، وسيف أبي دجانة غير مذموم.
النساء يحملن الطعام ويسقين الجرحى
وخرج محمد بن مسلمة يطلب مع النساء ماء- وكن قد جئن أربع عشرة امرأة منهن فاطمة ﵍، يحملن الطعام والشراب على ظهورهن، ويسقين الجرحى، ويداوينهم [(٤)] . ومنهن أم سليم بنت ملحان، وعائشة أم المؤمنين ﵂ على ظهورهما القرب، ومنهن حمنة بنت جحش وكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى، ومنهن أم أيمن تسقي الجرحى- فلم يجد محمد بن مسلمة عند النساء ماء. وكان رسول اللَّه ﷺ قد عطش عطشا شديدا، فذهب محمد إلى قناة حتى استفى من حسي [(٥)]، فأتى بماء عذب فشرب منه رسول اللَّه ﷺ ودعا له

[(١)] ملج: امتصّ ورضع، ازدرد: ابتلع، تقول ملج الصبي أمه إذا رضعها (النهاية) ج ٤ ص ٣٥٣.
[(٢)] المجن: الترس.
[(٣)] الماء الآجن: الماء المتغير الطعم واللون (النهاية) ج ١ ص ٢٦.
[(٤)] في (خ): و«يداويهن» .
[(٥)] الحسي: حفيرة قريبة من القعر، قيل إنه لا يكون إلا في أرض أسفلها حجارة وفوقها رمل، فإذا

1 / 153