Imam Sadiq
وهذه الآيات والكرامات كما تكون للأنبياء تكون لأوصيائهم بذلك الغرض الذي دعا الأنبياء الى الإتيان بها ، فإن إرسال الأنبياء ما كان إلا لإرشاد الناس الى معرفة الخالق جل شأنه والى عبادته ، وإن نصب الأوصياء ما كان إلا لدلالة على تلك المعرفة ، والإشارة الى الصحيح من تلك العبادة ، فالحجة إذن كما تدعو الى المعجزة في النبي تدعو إليه في الامام الوصي.
ولا فرق في المعجز عند الحاجة إليه في الإمكان عليه بين إحياء الموتى وخلق الطير وبين إنطاق الحجر والشجر ، ولا بين غيرهما مما هو أقل شأنا لأن القدرة منه تعالى على الجميع واحدة ، ولا فرق لديه سبحانه في الخلق بين الذرة والطود ولا بين السماوات والحشرات ، فلا ينبغي لذي بصر أو بصيرة أن يستنكر أمثال إحياء الأموات وجعل التراب ذهبا والإخبار عن الغيب من الأنبياء والأوصياء بعد ثبوت النبوة والإمامة الإلهيتين ، في حين أنه لا يستنكر منهم إنباط الماء وإنزال الغيث وإطعام الناس العنب لغير أوانه وأشباه ذلك ، وما هما إلا واحد في القدرة ، وسواء في الإمكان وسيان عند الحاجة.
فالصادق عليه السلام اذا كان إماما معصوما منصوبا منه تعالى لتنفيذ شريعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجب عليه الدلالة على إمامته بالمعجز عند الحاجة إليه ، وعند الأمن من الخطر ، كما وجب على النبي عند الدعوة ، هذا عند الإمامية ، وأما أهل السنة فالصادق لديهم من العترة الطاهرة الذي جمع الفضائل كلها ، كما أفصحت به كلماتهم ، ورويناه عنهم في عنوان من هو الصادق ص 71 ، فلا غرابة لديهم لو ظهرت له الآيات والكرامات بل لقد رووها عنه وآثروا نقلها ، فلا بدع إذن لو استطردنا من كراماته ومناقبه ما ينبيك عن علو مقامه وسمو منزلته لديه جل شأنه.
ولقد ذكر له صاحب مدينة المعاجز ما ينوف على ثلاثمائة كرامة ومنقبة
Página 248