أظهر في اتباع الاسلام من الحرمين يوم ذاك؟ وهل أبقى ابن ميسون شيئا من مقدوره في مبارزة الاسلام لم يصنعه ، ومحاربة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته وصحابته لم يفعله؟! ولو أردنا استقصاء أعمال أمية التي حاربت بها الشريعة وصاحبها الأمين لكثر عليك العد ، وخرجنا عن القصد ، أجل لا ضير لو أوردنا نتفا أشار إليها المقريزي صاحب الخطط في رسالته « النزاع والتخاصم » والجاحظ في رسالته التي ضربها مثلا للمفاخرة بين بني أمية وبني هاشم ، فكان مما أورداه :
إن بني أمية كانوا يختمون أعناق الصحابة ، وينقشون أكف المسلمين علامة استعبادهم ، وجعلوا الرسول دون الخليفة ، ووطئوا المسلمات في دار الاسلام بالسباء ، وأخروا الصلاة تشاغلا بالخطبة ، وكانوا يأكلون ويشربون على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويبيعون الرجل في الدين يلزمه (1).
وهذا بعض ما ذكراه من المنكر منهم ومخالفتهم للشريعة ، وهل يا ترى خفي عليهم الدين وحدوده ، وأنظمته وقيوده ، وكفى من تلك الحرب الشعواء التي أقاموها لمنازلة الشريعة الأحمدية زيادة على ما سبق أنهم اعتبروا الرسالة ملكا تلعب به هاشم ، وجعلوا الكتاب غرضا للنبال ، وجاهدوا أن يحولوا الحج إلى بيت المقدس ثم إلى المسجد الذي بنوه بدمشق ، ورميهم من على المجانق البيت الحرام.
ولا تسل عما لقيته العترة الطاهرة الأحمدية منهم ، فمن صليب الكناسة وصليب الجوزجان زيد وابنه يحيى إلى قتيل بالسم كالحسن والسجاد والباقر عليهم السلام وأبي هاشم بن الحنفية وإبراهيم بن محمد أخ السفاح ،
Página 19