135

ولما كان للعلم أوعية ومعادن نهاهم عن أخذ العلم من غير أهله فقال عليه السلام : اطلبوا العلم من معدن العلم وإياكم والولائج فهم الصادون عن الله (1).

أقول : إننا لنجد عيانا أن المتعلم يتغذى بروح معلمه ، ويتشبع بتعاليمه ، فالتلميذ الى الضلالة أدنى إن كان المعلم ضالا ، والى الهداية أقرب إن كان هاديا ، لأن غريزة المحاكاة تقوى عند التلميذ بالقياس الى معلمه.

وما حث على طلب العلم فحسب ، بل أراد منهم اذا تعلموه أن يعملوا به فقال عليه السلام : تعلموا العلم ما شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا به ، لأن العلماء همهم الرعاية ، والسفهاء همهم الرواية (2) وقال : العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه أتعب نفسه في جمعه ولم يصل الى نفعه (3) وقال : مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه (4) وقال : إن العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا (5).

وقد دلهم على ما يحفظون به ما يتعلمونه فقال عليه السلام : اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا (6).

ومما قاله للمفضل بن عمر : اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت

Página 138