بسم الله الرحمن الرحيم
وسألت : من الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فالإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي ابن أبي طالب رحمة الله عليه ورضوانه ، وقد ألفنا في ذلك كلاما من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، به يعمل وبالحجة فيه يهتدى.
وهو : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) (11) [الشورى : 11] وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ، والحمد لله الذي أكمل لنبيه عليه السلام الدين ، الذي افترضه على عباده وبينه له ، وافترض عليه إبلاغه ، فكان مما افترض على العباد طاعة الله ، وطاعة رسوله ، وطاعة أولي الأمر ، الذي يستحق مقام رسوله والإبلاغ عنه ، وليس من الفرائض فريضة أكبر قدرا ، ولا أعظم خطرا ، من الإمام الذي يقوم مقام نبيه عليه وآله السلام ، وقد بين ذلك في محكم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فجعل الله تبارك وتعالى الإمامة في بيت الصفوة والطهارة والهدى والتقوى ، من ذرية إبراهيم ولا يصلح في غيرهم ، لقول الله تبارك وتعالى : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) (34) [آل عمران : 33 34]. ثم قال لإبراهيم صلى الله عليه وسلم : ( إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (124) [البقرة : 124]. فأخبر أن الإمامة عهده الذي لا ينال ظالما ، على معنى لا من أشرك بالله طرفة عين ، ولا من أقام على ظلم ، لأن الله لم يجعل لظالم عهدا.
ثم أخبر بمن يستحق الإمامة من ذرية إبراهيم فقال : ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) (73) [الأنبياء : 73] ، وقال : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) (24) [السجدة : 24] ، ثم أخبر بذرية إبراهيم فقال : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا
Página 169