Dios renuncia en la cumbre
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Géneros
سيدنا عيسى :
نعم يا أمي وكنت أخاطب الناس أو أخاطب أبي، أهملتك يا أمي ولم أخاطبك، حتى وأنا فوق الصليب رأيتك إلى جواري تبكين، لكني تجاهلت وجودك ودموعك، ورحت أخاطب أبي وأناديه، كان المجتمع يفرض علي ذلك يا أمي؛ فهو مجتمع أبوي لا يحترم إلا الأب، مجتمع لا يحترم النساء يا أمي، وقد حاولت أن أنصف النساء لكني فشلت، كان الرجال ينتهكون جسد المرأة ثم يقولون عنها بغي، يرجمونها بالأحجار حتى تموت، وقلت لهم من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.
مريم العذراء :
نعم يا بني قلت ذلك وأكثر، لكن أباك تخلى عنك وتركك لهؤلاء الرجال الفاسقين حتى دقوك بالمسامير فوق الصليب وقتلوك، آه يا بني كم انفطر قلبي عليك وأنت شاب صغير، وأنت طفل رضيع بدون أب ... (صوت مريم العذراء ينشج بالبكاء المكتوم وتكف عن الكلام.) (حواء إلى جوارها تربت على كتفها.)
سيدنا عيسى :
يا أبي أنا جئت إليك لتقول شيئا يصحح ما جاء في الإنجيل من روايات وقصص لا يصدقها عقل، خصوصا هذه القصص عن النساء والزانية الكبرى التي تركب الشيطان، وتتهكم عليك حتى ضربتها بالسيف وساح دمها في السماء، من هي يا أبي هذه المرأة؛ لأن النساء «الفيمينست» في عالم اليوم لا يكففن عن الأسئلة، وقد درسن التاريخ القديم في مصر وبابل القديمة، وأنت تقول إن بابل هي المرأة الزانية، فكيف تكون المدينة امرأة زانية؟ النساء الفيمينست يا أبي يقلن إن في بابل كانت تعيش الأم الكبرى، الإلهة الأنثى القديمة التي ولدت آدم وحواء، ومنها جاءت البشرية كلها، لكنك قتلت الأم الكبرى، امرأة بابل، وأخذت منها عرش المدينة، وجعلتها زانية مخيفة تركب الشيطان، وأكثر ما كان يخيفك هو برج بابل، لقد أفزعك هذا البرج وأمرت بهدمه حتى تهدم عمل الناس، وبلبلت ألسنتهم حتى لا يفهم بعضهم بعضا ويتقاتلوا، وقلبت التاريخ رأسا على عقب؛ جعلت آدم الرجل يلد من ضلعه حتى تنكر وجود الأم الأولى في التاريخ، وعاقبت حواء وحملتها وزر الخطيئة الأولى، وشرعت الحروب بلا سبب إلا عبادة ذاتك، واتخذك اليهود سببا لإبادة الشعب الفلسطيني، والحروب الصليبية تمت تحت اسمك، والحروب الطائفية وحروب الاستعمار القديم والجديد كلها تتم تحت اسمك، حتى جورج بوش حمل الإنجيل في يده وهو يعلن الحرب في الخليج، ولم تكن هي إلا إحدى حروب البترول التي لم تكف حتى اليوم. إن القانون الدولي اليوم ينص على أن الأرض ومواردها الطبيعية، هي ملك للشعب الذي يعيش عليها، فكيف يكون قانون البشر أعدل من قانونك يا أبي، وأنت الله؟! المفروض أن قانون الله هو أعدل من قوانين البشر! والقانون الدولي في الأمم المتحدة ينص على أن المرأة مساوية للرجل، ولها جميع حقوق الإنسان بما في ذلك امتلاكها لجسمها، وأنت جعلت الرجل مسيطرا على المرأة يسودها ويملك جسدها، فأين العدل؟ أين العدل يا أبي الذي جعلتني أموت فوق الصليب من أجلك؟! (سيدنا عيسى راكعا يمسك رأسه بيديه، ويجهش ببكاء مكتوم. الصمت يدب في القاعة لا يسمع إلا مروحة ريش النعام، والجندي يمسح العرق عن جبهة الرب الأعلى، يدفعه الرب بيده غاضبا، يتراجع الجندي إلى الوراء في خشوع.)
الرب الأعلى (بصوت حزين) :
يا بني العدل يختلف من زمن إلى زمن، لا يمكن أن نقارن العدالة اليوم بالعدالة منذ عشرين قرنا، ما تعتبره ظلما اليوم ربما كان عدلا في ذلك البلد أو تلك المدينة. إن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان يا بني. (تسري همهمة في القاعة ويرفع بعض الناس أياديهم طلبا للكلام، يدق سيدنا رضوان المطرقة، ترفع بنت الله يدها، يتجاهلها سيدنا رضوان.)
سيدنا رضوان :
الكلمة حتى الآن للسيد عيسى أم أنك انتهيت من الكلام؟ هل عندك أقوال أخرى؟ (يرفع سيدنا عيسى رأسه والدموع في عينيه.)
Página desconocida