قلت: انتظر قليلا؛ فإنه قبل نحو سبعين سنة عرف امرأة تشير إلى ضوء الفجر الجديد، وتدعو إلى مجتمع علمي، فأحبها وأحبته؛ أحب كل منهما عناصر الارتقاء في الآخر.
قال: وهل سعدا بالحب؟
قلت: سعدا بالحب والزواج بضع سنوات قليلة، ثم انتهى «هافلوك إليس» إلى ما انتهى إليه «غاندي».
قال: وعاش في غرفة أخرى ينام فيها وحده؟
قلت: لا، فعل أكثر من ذلك؛ إذ هو اختار مسكنا غير المسكن الذي كانت تقيم فيه زوجته.
قال: هل كان هذا عقب الطلاق؟
قلت: لا، لم يحدث بينهما طلاق؛ فإنهما كانا على حب متين، ولكن لأن لكل منهما شخصية فذة، ولأن لكل منهما اهتمامات إنسانية وعلمية واجتماعية تستغرق الوقت العظيم والجهد المتواصل، فإنهما انفصلا كي يجد كل منهما الحرية التامة في مواصلة عمله وتأدية رسالته.
قال: وهل يمكن أن يسمى هذا زواجا؟
قلت: كانا يجتمعان شهرا أو شهرين كل سنة.
ونفض سكرتير التحرير يده وهو يقول: - ما دامت هذه أفكارك عن الحب والزواج فلن تستطيع أن تكتب قصة.
Página desconocida