قلت: كانت هذه الفتاة تنتمي إلى الأمة التي تتهيأ للحرب، فحملتها وطنيتها على أن تفشي السر لرجالها.
قال: أعوذ بالله! وماذا فعل هو؟
قلت: لما عرف «أندريه أوجست» أن سر الغذاء قد عرفته الأمة التي تنوي الحرب انتحر!
الفصل الثاني
أعظم المخدرات
إن أسوأ المخدرات هو النجاح المبكر، أنت سكران بنجاحك، إني أدعو لك بالفشل!
لما عرفته، قبل سنتين، أحببته؛ ذلك أنه كان يمتاز بشخصية انبساطية؛ يتحدث ويضحك، ويرى الدنيا مفروشة بالورود، وكان يجمع إلى الشباب شيئا من الوسامة، وكان قد حاول الكسب وهو لا يزال طالبا في الجامعة بالكتابة إلى الصحف الأسبوعية، ونجح في محاولته، وكان يكتب الأخبار التافهة الصغيرة التي تحتاج إليها المجلات ويتقاضى عليها نحو ثلاثين جنيها في الشهر.
وكنت أكفه عن هذا النجاح الذي أصبح عادته، ولكنه طغى في نجاحه، حتى قلت له ذات مرة إنه يتناول أسوأ المخدرات!
قال مدهوشا: أنا؟ أنا لا أعرف المخدرات!
فقلت: يا عاطف، إن أسوأ المخدرات هو النجاح المبكر، نجاح يرافقه شباب ووسامة.
Página desconocida