África: Estudio de los elementos del continente
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Géneros
تظهر هنا أنواع مختلفة مرتبطة بظروف محلية، فهناك حشائش الهضاب، والجبال العالية في السفوح العليا لجبال شرق أفريقيا وهضبة الحبشة، وهذه الأعشاب قصيرة ناعمة تشابه أعشاب المناطق الألبية الأوروبية. وهناك أعشاب قصيرة في أودية جبال الأطلس، وأخيرا فهناك أعشاب مناطق المستنقعات التي تتكون أساسا من نباتات المياه وأهمها البردي. (2-9) الأعشاب الصحراوية
وهذه بطبيعة موطنها قصيرة وتنمو متفرقة، وتزيد كثافتها في مناطق الأمطار الكثيرة نسبيا، بينما تقل وتتباعد في المناطق الأكثر جفافا. وقد يساعد على نمو النبات الصحراوي الندى الذي يحدث في أحيان كثيرة في الفجر. وفي بعض المناطق الصحراوية الهامشية، قد تنمو أشجار صغيرة من السنط الشوكي، أما داخل الصحراء الكبرى فإن النباتات تنعدم تماما، وخاصة مناطق بحار الرمال ومناطق العرق (الأرج) والرق (الرج). (3) الأقاليم الطبيعية
لا تشتمل قارة كأفريقيا، لها هذا القدم الجيولوجي، على أقسام طبيعية بالمعنى المعروف الذي نجده في القارات الأخرى، فليس في أفريقيا من الأقاليم ما يتميز بوضوح سوى إقليمي الالتواء في الأطلس والكاب، وفيما عدا ذلك لا توجد حدود واضحة تفصل بين أقسام القارة، ومع ذلك فإن التفصيلات التضاريسية الصغيرة التي تكون خطوط تقسيم المياه، أو تكون أحواضا واسعة أو هضابا عالية، تساعد بلا شك على إمكانية تقسيم القارة إلى أقاليم ليس لها حدود ظاهرة محدودة، إنما تنتقل من إقليم إلى آخر في تدرج وتشابك واضحين، ويمكننا أيضا أن نستفيد - في أحيان كثيرة - من أشكال المناخ وأقاليمه، وأشكال النبات وأقاليمه، في تحديد هذه الأقاليم.
خريطة رقم (36): الأقاليم الطبيعية الكبرى: (1) إقليم الأطلس. (2) إقليم الصحراء ومصر. (3) الإقليم السوداني وغرب أفريقيا. (4) إقليم القرن الأفريقي. (5) إقليم الهضاب الكبرى (شرق أفريقيا والهضبة الحبشية). (6) إقليم وسط أفريقيا (حوض الكنغو وغانا السفلى). (7) إقليم الهضاب الجنوبية. (8) إقليم موزمبيق. (9) إقليم الكاب. (10) مدغشقر.
ونظرا لهذه الصعوبة فإنه لم يتم اتفاق حتى الآن على أقاليم أفريقيا الطبيعية الرئيسية، ومع ذلك فإن الموضوع لا يمنع من تقديم الخريطة رقم (36) كمحاولة لهذا التقسيم.
ونلاحظ في هذه الخريطة أننا قد فصلنا بادئ ذي بدء إقليم الأطلس وإقليم الكاب وحدهما؛ نظرا لما يتميز به كل منهما عن الآخر من ناحية امتداد السلاسل الجبلية، وتاريخ كل منهما المنفصل جيولوجيا، واختلاف أشكال المناخ تفصيلا، وهما بعد ذلك بغير حاجة إلى إيضاح أكثر لتمييزهما عن بقية أفريقيا.
كذلك نلاحظ إننا استخدمنا المعيار النباتي والمناخي في تمييز إقليم الصحراء الكبرى بما فيه من اختلافات تضاريسية، وأدمجنا فيه وادي النيل الأدنى من التقاء العطبرة بالنيل حتى المصب. والحقيقة أن هذا القسم من الوادي، إنما هو حدث طارئ نتيجة اتجاه تصريف النيل إلى الشمال، ولولا ذلك لأصبحت المنطقة جزءا متمما للصحاري المحيطة، وعلى ذلك فالظروف المناخية في هذا الجزء من وادي النيل ليست في تفصيلاتها ومجموعها إلا قسما من المناخ الصحراوي.
أما إقليم غرب أفريقيا والسودان الأوسط والشرقي، فقد أدمجناها معا في إقليم طبيعي واحد، رغم اختلاف المناخ والنبات، فالإقليم الساحلي لغرب أفريقيا في معظمه استوائي المطر والنبات، ولكن هذا الإقليم الساحلي ليس إلا هامشا للإقليم الاستوائي باعتبار أن قسما منه يتميز بمطر ذي قمة واحدة (الساحل الجنوبي الغربي من ليبيريا إلى جامبيا) وإن القسم الشرقي منه (غابات جنوب نيجيريا) قد تدخل فيه الإنسان بدرجة أفقدته صبغته الاستوائية الحقة، ومعنى ذلك أن الإقليم كله يمكن أن يعتبر من الناحية المناخية إقليم مطر موسمي مع هامش استوائي انتقالي في الجنوب، وأن الحياة النباتية السائدة هي السفانا الشجرية مع هامش غابي حار في الجنوب، وإلى جانب ذلك فهو من الناحية التضاريسية إقليم متدرج الكنتور، ولا توجد فيه خطوط تضاريسية واضحة، بل هضاب غير فجائية أو بقايا تلال منعزلة ومتفرقة كما الحال في جبال النوبا في جنوب كردفان وهضبة دارفور وتلال ماندارا بين البنوي الأعلى وتشاد وهضبة جوس وهضبة فوتا جالون. وهذا الإقليم يشتمل على مجموعة كبيرة من التصريف النهري الأفريقي، تتمثل في القسم الأعظم من النيل الأوسط، وتصريف تشاد والنيجر والسنغال والفولتا بالإضافة إلى أنهار أخرى صغيرة، وحدود هذه المجموعات النهرية غير واضحة بينها وبين البعض الآخر، كما هو الحال في منابع بحر العرب ونهر لول وبحر السلامات واللوجوني والبنوي، كما أن عمليات الأسر النهري قد حدثت في الماضي، وبعضها قد يحدث في المستقبل غير البعيد - جيولوجيا طبعا.
وحدود هذا الإقليم السوداني واضحة كل الوضوح في الشرق حينما تصطدم بأقدام الهضبة الحبشية، وفي الجنوب مع خط تقسيم المياه بين النيل وشاري من جهة ونظام الكنغو من جهة أخرى، وعند خليج بيافرا يرتفع جبل الكمرون وهضبتي بامندا وأدماوا حدودا فاصلة بين الإقليم السوداني وإقليم الكنغو، أما في الشمال فإن الحد الفاصل عبارة عن إقليم انتقالي مناخي ونباتي إلى الصحراء الكبرى.
وإلى الجنوب من الإقليم السوداني يمتد إقليم طبيعي شاسع مهد له النظام النهري الكبير لحوض الكنغو، وهذا النظام النهري هو الذي يمسك بأطراف هذا الإقليم الطبيعي، الذي يتكون من حوض واسع تحده بكل وضوح خطوط تقسيم المياه في الشمال وحافة الأخدود الغربي في الشرق، ولكن الحدود الجنوبية التي تتكون من خط تقسيم المياه مع الزمبيزي غير واضحة، ولكنها تعود للوضوح في هضبة بيهي، وقد كان في الإمكان فصل إقليم ساحل غانا السفلي المتكون من جابون وجنوب الكمرون وشمال أنجولا، لولا أنه من ناحيتي المناخ والنبات جزء لا يتجزأ من مناخ ونبات الكنغو الاستوائي.
Página desconocida