قال: "فيه دلالة على أنه يستحب للإِمام الجهر بقوله: (سمع الله لمن حمده) ". انتهى.
وقال ابن المُلَقِّن في شرح "عمدة الأحكام": "الجواب عن الحديث: أنه ﵊ علَّمهم ما جهلوه من ذكر الاستواء، بخلاف ذكر الرفع من الركوع وهو التسميع؛ فإنهم كانوا يَعْلَمونه ويعملون به ويتابعون فيه، فلم يُحْتج إلى التنبيه عليه، بخلاف قوله: (ربنا لك الحمد) ".
قال: "وكذا الحديث الآخر الذي فيه: "فإنه من وافق قولُه قولَ الإِمام" جوابه ما ذكرناه".
وقال في شرحه للبخاري: "استَحَبَّ الشافعيةُ الجمعَ بين (سمع الله لمن حمده) وبين (ربنا لك الحمد).
وقالوا: معنى حديث "فقولوا: (ربنا لك الحمد)، أي مع ما قد علمتموه من قول (سمع الله لمن حمده) ".
قال: وإنما خصَّه بالذكر؛ لأنه كان يجهر بـ (سمع الله لمن حمده)، فهم كانوا يعلمونه، ولا يعرفون (ربنا لك الحمد)؛ لأنه يُسِرُّ به؛ فلذلك علَّمهم إياه".
وهذا سبقه إلى نحوه الشيخ تقي الدين السُّبْكي (١) في شرحه للمنهاج (٢).
_________
(١) أبو الحسن، علي بن عبد الكافي بن علي السبكي (ت ٧٥٦ هـ).
(٢) واسمه: "الابتهاج في شرح المنهاج"، كما في "هدية العارفين" (١/ ٧٢١)، ولا يزال مخطوطًا.
1 / 30