Confesiones de un joven de la época

Filiks Faris d. 1358 AH
147

Confesiones de un joven de la época

اعترافات فتى العصر

Géneros

هكذا يكرع الناس كئوس العار، وذلك هو سبيل الحياة. لقد كنت حالما بالأمس، فغدوت ضعيفا، وهذا الضعف سيقودك إلى الشر غدا.

وقلت في نجواي لذاتي: «لم يبق لي إلا أن أسدي إليك نصيحة يا هذا: خير لك أن تموت.»

انتهز فرصة شعورك بالصلاح في هذه الساعة واذهب إلى الفناء كيلا تتوغل في الشر غدا.

إن أمامك الآن امرأة تحبها وهي منطرحة على فراش احتضارها؛ فلا تتردد. مد يدك إلى صدرها، وليكفك منها بأنها لم تمت بعد، وما دمت تشعر بالاحتقار لنفسك أطبق أجفانك ولا تفتحها بعد، ذلك خير لك من أن تشيعها إلى مرقدها الأخير ثم يجيء غدك فتسلوها.

بادر إلى إغماد خنجر في قلبك ما دام هذا القلب لم يتحول بعد عن الله الذي أبدعه.

أفيوقفك صباك عن الاندفاع إلى الموت؟ وأي شيء تريد الاحتفاظ به من هذا الصبا؟ أتأسف لسواد شعرك؟ إذا لم يشب هذا الشعر في ظلمة هذا الليل على مفرقك؛ فخير له ألا يعلو بياض الشيب أبدا ...

ماذا تريد أن تفعل في هذا العالم؟

إلى أين مصيرك إذا أنت خرجت من هذه الغرفة؟ وإذا بقيت فيها، فما هي آمالك منها؟

أفلا تحس وأنت تنظر إلى هذه المرأة أن في قلبك كنزا لا يزال دفينا؟ أفلا ترى أن ما تفقده الآن ليس ما بدا، بل ما كان يمكن أن يبدو فبقي مضمرا؟ وأن أفجع الوداع هو ما يشعرك بأنك لم تفصح عن كل شيء؟

لماذا لم تتكلم منذ ساعة؟ فقد كان لك أن تمتلك السعادة قبل انتقال عقرب الزمان خطوة واحدة.

Página desconocida