153

Ibrahim, Padre de los Profetas

إبراهيم أبو الأنبياء

Géneros

1

إن الدين هو الآمر الوحيد الذي يحق له أن يأمر الإنسان بما يناقض الأخلاق؛ لأنه يرفعه أوجا بعد أوج في معراج الخلق الشريف ... إن ذبح الأب وليده نقيض الرحمة، ولكن إيمان الإنسان بعقيدة أعز عليه من ولده ومن نفسه غنيمة أقوم وأعظم من رحمة الآباء للأبناء.

فلا ينبغي أن يضن الإنسان بشيء في سبيل هذه العقيدة.

ولا ينبغي أن يبطل القربان بالإنسان لأن الله لا يستحقه كما استحقته أوثان الجهالة، بل يبطل لأن الله أرحم وأعظم من أن يتقبله، فهو أعظم وأكرم من الأوثان.

وارتفاع الإنسان بهذه العبادة هو ارتفاع آخر يضاف إلى ارتفاعه بالتوحيد والتنزيه.

ارتفاع من جانب القوة لا من جانب الضعف، وسمو بالرحمة وبالعبادة إلى أعلى عليين.

قلنا عن أيوب عليه السلام: إن حياته كانت تربية دينية من تجاربها الأولى إلى ختامها، فعلم في ختامها ما لم يكن يعلمه في أولها، ولم يذكر البعث حين كان يتمنى الهبوط إلى الهاوية التي لا يصعد منها من هبط إليها، ولكنه ذكره بعد اختبار طويل، وبلاء شديد، فقال: «بعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي، أرى الله.»

ويصدق هذا القول على حياة إبراهيم في عقائده جميعا؛ لأنه اختبر حياة الشرك، واختبر شعائره وفرائضه، وخلصت له الهداية بالخبرة والهداية الإلهية.

وأصدق ما يكون ذلك على البعث خاصة، فإنه لمن مواضع التأمل أن يكون إبراهيم هو النبي الوحيد الذي ذكر القرآن الكريم أنه سأل ربه كيف يحيي الموتى:

وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي (البقرة: 260).

Página desconocida