152

Ibrahim, Padre de los Profetas

إبراهيم أبو الأنبياء

Géneros

فهو إله لا فرق عنده بين وطن قديم أو وطن جديد، ولا فضل لديه لعشيرة إبراهيم على عشيرة ملكي صادق، ولا على غيرها من عشائر بني آدم بغير التقوى والإيمان.

إن هذا التوحيد قد رفع مكانة الإنسان في ميزان الخليقة، فليس في الكون إلا خالق ومخلوق، وهو أشرف مخلوق عند الله بفضيلة واحدة؛ وهي فضيلة الضمير الذي يميز بين الخير والشر، وعمل الخير هو وسيلته إلى الله.

جاء إبراهيم في مفترق الطريق بين استباحة القرابين البشرية وبين تحريمها، ولكنها لم تحرم لأنها أغلى من أن تقدم.

وإنما حرمت لأن الله أرحم وأكرم.

ورأى إبراهيم في رؤياه أنه يؤمر بذبح ابنه وأعز ما في الحياة عنده.

رأى ذلك وهو يعلم أن الأرباب تتقاضى عبادها مثل هذه الضحية، وأن تقريب الأوائل من الأولاد والأوائل من كل نتاج حق مفروض على كل أسرة لرب الأوثان والأصنام، أيكون إبراهيم أبخل على ربه من عابد الوثن؟ أيكون الوثن أحق بالضحية من خالق الأرض والسماء؟

أيرتاب إبراهيم في أمر الله وهو ينظر إلى شريعة العبادة من حوله، وإن كانت شريعة شر وضلال؟!

إن العصيان هنا نزول بالإله الأعلى عن مرتبة الأوثان والأصنام.

فلتكن الطاعة تنزيها للإله الأعلى عن ذلك الإسفاف، ويفعل الإله بالآباء والبنين ما يريد.

قال حكيم من حكماء الغرب:

Página desconocida