والثانى : رفع اليدين في الدعاء، دليل على ان الله تعالى في السماء!.
ترى هل في توجه المصلين الى الكعبه الشريفه وقول كل منهم في استفتاح صلاته: (وجهت وجهى للذى فطر السماوات والارض)، هل فيه دليل على انه تعالى هناك في الكعبه المشرفه؟!.
سبحانه وتعالى عما يصفون، وهو تعالى القائل: ( وما قدروا الله حق قدره).
وللشيخ في الصفات كلام كثير لم يصلنا في كتبه لكن من كلامه (المضاع) ما تسرب عنوه، كالذى نقله ابن بطوطه وابن حجر العسقلانى، وشى ء مما نقله عنه معاصره الكبير ابو حيان الاندلسى صاحب تفسيرى (البحر المحيط) و(النهر الماد من البحر)، وقد نقل فيهما اشياء من كلام ابن تيميه في الصفات ورد عليه في مواضع كثيره، غير انك لا تجد الان من هذه المواضع الكثيره حرفا واحدا في المطبوع من هذين الكتابين! ولولا ان آخرين نقلوا عن ابى حيان بعض كلامه لضاع واختفى اثره!. ومن ذلك المنقول عن ابى حيان في كتابه (النهر)، قوله: قرات في (كتاب العرش) لاحمد بن تيميه ما صورته بخطه: (ان الله تعالى يجلس على الكرسى، وقد اخلى مكانا يقعد معه فيه رسول الله).
وقد ذكر اصحاب التفاسير هذا القول منسوبا الى مجاهد، ثم عقبوا عليه بقولهم: ان لمجاهد قولين متروكين، هذا اولهما.
مثال آخر واخير :
فى معنى الوجه، ودفاعه عن عقيدته في ان لله تعالى وجها على الحقيقه، قال في ما حكاه من مناظره له مع بعض العلماء في العقيده، قال:
فاحضر بعض اكابرهم كتاب (الاسماء والصفات) للبيهقى، فقال:
هذا فيه تاويل الوجه عن السلف.
فقلت: لعلك تعنى قوله تعالى: ( فاينما تولوا فثم وجه الله )؟.
فقال: نعم، قد قال مجاهد والشافعى: يعنى قبله الله.
Página 68