لقد دعونا ابن تيميه، فعرفناه لمن لم يعرفه، وعرفنا باجوائه كلها من حيث الزمان والمكان، ثم تكلم هو عن نفسه شيئا ليعرف القارى صوته ونبراته، ثم انتقلنا معه الى لباب عقائده ولم نقف عند القشور، ذهبنا الى الصوره الكامله ولم نقف عند الاطار نعظمه ونمجده، او نعيبه ونبخسه نضارته، واعرضنا عن كثير من التفصيل الذى يتشابه في معناه ويتفق في مغزاه، حرصا على لم اطراف تلك الصوره الممتده الواسعه بما لا يضيع شيئا من معالمها.
واهم ما في الكتاب ان الرجل هو الذى تكلم عن نفسه وعن لباب عقائده، لا عشاقه ولا حساده..
فجاء هذا الكتاب ليمثل الفصل الاخير في ما كتب في موضوعه..
انه الحلقه المفقوده في تاريخ عقيده، وفى حقيقه رجل.
صائب عبدالحميد
الباب الاول
العلم وبيئته
وعصره وحياته
الفصل الاول - ابن تيميه.. اسرته
وبيئته
* العلم واسرته
* بيئته العلم واسرته هو احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن الخضر..
تقى الدين، ابو العباس، ابن تيميه..
الحرانى، ثم الدمشقى، الحنبلى..
المولود بحران سنه 661 ه ، والمتوفى بدمشق سنه 728 ه.
من بيت حمل لواء المذهب الحنبلى اكثر من قرن من الزمن، تعاقب فيه رجاله على زعامه المذهب، وتوارثوا البيان والبنان، فتصدروا الخطابه واكثروا التاليف.
كان اولهم: محمد بن الخضر بن تيميه (542 - 622 ه )، رئيس المذهب، شيخ حران وخطيبها مده حياته، رآه سبط ابن الجوزى الحنبلى فقال فيه: كان ضنينا بحران، متى نبغ فيها احد لا يزال وراءه حتى يخرجه منها ويبعده عنها. ومضت المشيخه والخطابه لاهله من بعده..
خلفه ابنه عبد الغنى (581 - 639 ه )، المعروف بالسيف، ورث مراتب ابيه، واورثها ابن عمه عبدالسلام بن عبدالله بن الخضر، ابا البركات (590 - 652 ه ) وهو جد تقى الدين بن تيميه، وشهرته في الفقه فاقت شهره اسلافه..
Página 3