قرات التاريخ فوجدته منكوسا على راسه في اكثر فصوله، ولسبب بسيط، هو ان ما كتب انما كتب تحت رايات السلطان على مر الزمان، فما ازعج منه السلطان ضاع واندرس فلا تجد له اثرا الا في فهارس المولفات، وان نجا منه شيء تصدى له الاقوياء بالسلطان على الدوام بسهام الطعن والتكذيب، فمن هنا تفجرت بين جنبى عزمه ثائر على ان اساهم في اخراج الصوره الحقه لاول اس في هذا البناء التاريخى الشامخ، ذاك امل سافرغ له باذن الله..
اما هنا في هذا الكتاب فقد قرات رجلا في عقيده، وعقيده في رجل.. هو ابن تيميه.
قرات شيئا مما كتبوه فيه وفى عقيدته فلم اجد غير تلك الكره السوداء يدحرجونها امامى هنا وهناك.. فالقيتها جانبا وتناولت ما بلغته يدى مما كتبه الرجل عن نفسه وعن عقيدته، فوقفت على البون الشاسع والزيف المريع.
سطحيون او بسطاء غلبتهم سلامه الصدور فدهش ناظرهم للمنطاد المنفوخ الطائر، يحسب سرا عجيبا في جوفه رفعه الى قبه السماء.. لكنه هواء!!.
هكذا تعاملوا مع الرجل.. طفقوا يكتبون عنه، وله، وفيه، فوضعوا اكفهم على فيه، فالجموه ونطقوا، باى شيء نطقوا؟ بتلك الكره الحائره!.
ارفعوا ايديكم عن فيه.. دعوه ينطق، دعوه يفصح عما يريد، دعوه يكشف عن لباب قلبه، دعوه يقل ما يريد كما يريد لا كما تريدون.
فحملت على تلك الاكف فكففتها عن فيه، فنطق بلسانه لا بالسنتهم.. ورفعت الاغلال عن يديه فرسم جوهر عقيدته بريشته هو، لا بريشه عشاقه، ولا بريشه حساده.
ولكن ما اصعب الحديث في بطون الحقيقه، وما اقسى ردود الفعل التى سيحدثها.. وعجبا له كيف سيشق طريقه بعكس اتجاه ذاك التيار الهادر، ومن سيرتضيه الا المتعطش للب!.
Página 2