Hijo del Sultán: y otras historias
ابن السلطان: وقصص أخرى
Géneros
وقصص أخرى
تأليف
عبد الغفار مكاوي
الإهداء
إلى ذكرى أمي وأبي.
ابن السلطان
رأيته لأول مرة في دكان أبي.
كنت في ذلك الحين في السابعة أو الثامنة من عمري أختلف على المدرسة الابتدائية الواقعة في البلدة المجاورة على حمار هزيل يعرف الطريق أكثر مما أعرفه، وربما كان يعرف عن العالم أكثر مما أعرف.
كنت أقرأ درسا في كتاب الجغرافيا، عن منطقة عجيبة اسمها المنطقة الاستوائية. وكان اليوم من أيام الصيف القائظة، وجسدي ينضح بالعرق، ورأسي مثل قدرة الفول تغلي وتفور. أغلقت الكتاب وأخذت أفكر فيما قرأت. هل يمكن أن تكون الحرارة في خط الاستواء أشد مما هي عليه في بلدنا؟ وأيقنت أن الكتاب لا ريب مخطئ، وأن خط الاستواء يمر من بلدنا بغير شك. وأقبلت على الساحة المواجهة أبحث فيها عن مكان الخط الملتهب، فلم أر أمامي غير سوق القرية يحوطه سور خشبي مهدم في أكثر أجزائه، وترقد فيه قطعان من الخرفان والجاموس والحمير. وأحسست بفيض من السعادة وأنا أنظر إلى هذه القطعان التي لا تعرف شيئا عن خط الاستواء.
كان ذلك في يوم السوق. وكان دكان أبي في مدخل القرية، يلتقي فيه الفلاحون القادمون من الكفور المجاورة فيطلبون طبقا من الفول، أو يستريحون في الظل. وكنت أعجب لأن أبي يعرفهم جميعا، وأعجب أكثر من ذلك لأنه يحبهم جميعا؛ فلا يكاد أحدهم يدخل الدكان مجهدا من عناء السكة الطويلة حتى يستقبله مرحبا مناديا باسمه، سائلا عن الصحة والعيال، بل لقد كان يعرف من طلق منهم زوجته، ومن مات ابنه، أو فطست بهيمته أو سرق أولاد الحرام جرنه. كل منهم يجد الكلمة الحلوة عنده: ربنا يعوضك خيرا، كل شيء قسمة ونصيب، الحمد لله على الستر، النسوان ليس لها أمان، والمرأة مثل القطة تأكل وتنكر، الأمر أمره؛ لهذا كان أبي تاجرا ناجحا، وكل من يحاول أن يفتح مطعما إلى جوارنا تكسد تجارته، ويعزل بعد أيام.
Página desconocida