وقوله: شكَّت النساء، يريد: اتخذن الشكاء للسفر، وأنشد:
شكت النساء في الشتاء فقلنا ... بل رديه فصادفته سخينًا
وقوله: الناقة الحمراء: أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الصمان، فهو الجمل الأصهب. وقوله: أكلت معكم حيسًا؛ يريد: أخلاطًا من الناس قد غزوكم؛ لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط.
فامتثلوا ما قال، وعرفوا لحن كلامه. وأخذ هذا المعنى رجل كان أسيرًا في بني تميم، وكتب إلى قومه شعرًا:
حلوا عن الناقة الحمراء أرحلكم ... والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا
إن الذئاب قد اخضرت براثنها ... والناس كلهم بكر إذا شبعوا
يريد: أن الناس كلهم، إذا أخصبوا، أعداء لكم كبكر بن وائل.
وقيل لمعاوية: إن عبيد الله بن زياد يلحن.
فقال: أوليس بظريف ابن أخي أن يتكلم بالفارسية؟ فظن معاوية أن الكلام بالفارسية لحن إذا كان معدولًا عن جهة العربية. وقال الفزاري:
وحديث ألذه [هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحق أحيا ... نًا، وخير] الحديث ما كان لحنا