وقال آخر:
سرى يخبط الظلماء والليل عاكف ... حبيب بأوقات الزيارة عارف
والسرى يؤنث ويذكر، قال آخر:
هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقَّد في النجاد الحزور
النجاد: أرض فيها صلابة وارتفاع. والحزور: ما خشن من الحصى.
ويقال: طالت سرى القوم، وطال سراهم. ونقول أسرى فلان فلانًا، ولا يقال غيره. وسرى به وأسرى به واحد.
وكقول عنترة في فرسه:
فازورَّ من وقع القنابلبانه ... وشكى إلي بعبرة وتحمحم
لما كان ما أصابه يشتكى مثله، ويستعبر منه، جعله مشتكيًا ومستعبرًا. وليس هناك شكاية ولا عبرة حقيقة، ولكنه مجاز.
وكذلك قوله، ﷿: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلاتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾.
وقوله تعالى: ﴿تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى﴾ هذا عبارة عن سعتها، وأنها لما كانت مصير من أدبر وتولى، فكأنها الداعية لهم.