============================================================
(29) في التصرف فيه وسيأتى تحقيق ذلك ان شاء الله تعالى * وحد الرمانى الاستعارة فقال هي تعليق العبارة على غير ما وضعت له في آصل اللغة على سييل النقل للابانة وقال ابن المعتز هى استعارة الكلمة من شىء قد عرف بها الى شيء لم يعرف بها وذكر الخفاجى كلام الرماني وقال وتفسير هذه الجملة آن قوله عز وجل واشتعل الراس شيبا استعارة لان الاشتعال للنار ولم توضع فى أصل اللغة للشيب فلما نقل اليه بان المعنى لما اكتسبه من التشييه لان الشيب لما كان نافذا فى الراس شييا فشيئا حتى يحيله الى غير لونه الاول كان بمنزلة النار التى تسري في الخشب حتى تحيله الى غير حالته المتقدمة فهذا من نقل العبارة عن الحقيقة في الوضع لليان ولا بد من ان يكون أوضح من الحقيقة لاجل التشيه العارض فيها لان الحقيقة لو قامت مقامها لكانت اولى بها لانها الاصل وليس يخفى على المتأمل ان قوله عز وجل واشتعل الراس شيبا آبلغ من كثر شيب الراس وهو حقيقة هذا المعنى ولا بد للاستعارة من حقيقة هي آصلها وهى مستعار منه ومستعار ومستعار له فالنار مستعار منها والاشتعال مستعار والشيب مستعار له واما قولنا مع طرح ذكر المشبه فاعلم اننا اذا طرحناه كقولنا رآيت اسدا وآردنا الرجل
الشجاع فهو استعارة بالاتفاق وان ذكرنا معه المشبه وقلنا زيد آسد فالمختار انه ليس باستعارة اذ في اللفظ ما يدل على انه ليس بأسد فلم تحصل المبالغة واذا قلت زيد الاسد فهو أبعد عن الاستعارة فان الاول خرج بالتنكير من ان يحسن فيه كاف التشبيه فان قولك زيد كاسد كلام نازل بخلاف الثاني * قال ضياء الدين بن الاثير وهذا التشييه المضمر الاداة قد خلطوه بالاستعارة ولم يفرقوا بينهما وذلك خطا محض وساوضح وجه الخطا نيه وآحقق القول فى الفرق بينهما فاقول اما التشبيه المظهر الاداة فلا حاجة لبيان ذكره لانه لا خلاف فيه ولكن تنذكر التشبيه المضمر الاداة فنقول اذا ذكر المنقول والمنقول اليه على انه تشيه ل م ضمر الاداة قل فيه زيد آسد اي كالاسد فاداة التشبيه فيه مضمرة مقدرة واذا ظهرت حسن ظهورها ولم يقدح في الكلام الذي اظهرت فيه ولم تزل عنه أنصاحته وهذا بخلاف ما اذا ذكر المنقول اليه دون المنقول فانه لا يحسن قته
Página 29