ذكر تسليم الكرك من نواب الملك المغيث
كان وصول السلطان إلى الكرك يوم الخميس ثالث وعشرين جماد الأخر وحين وصلها أحضرت إليه مفاتيحها، ولم يحتج إلى مضايقتها، وطلع إليها، وصلى بها الجمعة، ونظر في أحوالها، ورتب بها ما يجب ترتيبه، فاستناب بها مملوكه القديم عز الدين أيدمر، وأنزل من بها من بيوت الملك المغيث، وولده العزيز، ولم يتعرض إلى شيء من أموالهم، وخلع على العزيز المذكور، ونظر في أمر العرب، بني مهدي وبني عقبة، ورتب عليهم العداد، وألزمهم بحفظ البلاد، وأقطعهم بمناشير، وعاد إلى الديار المصرية، فدخل القاهرة سابع عشر رجب، وقد زينت له وهيئت، وحين استقر بالقلعة عم بالخلع والإحسان
Página 128