فروض الإسلام، والجهاد محتوم على جميع الأنام، ولا يقوم علم الجهاد، إلا باجتماع كلمة العباد، ولا سبيت الحرم إلا بانتهاك المحارم، ولا سفكت الدماء إلا بارتكاب المآثم، فلو شاهدتم أعداء الإسلام، حين دخلوا مدينة السلام، واستباحوا الدماء والأموال، وقتلوا الرجال والأطفال، وهتكوا حرم الخلافة والحريم، وأذاقوا من استبقوا العذاب الأليم فأرتفعت الأصوات بالبكاء والعويل، وعلت الضجات من هول ذلك اليوم الطويل، فكم من شيخ خضبت شيبته بدمائه! وكم من طفل بكى فلم يرحم لبكائه ! فشمروا عن ساق الاجتهاد، في إحياء فروض الجهاد، واتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا وأطيعوا، وأنفقوا خيرا لأنفسكم، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، فلم يبق معذرة في القعود عن أعداء الدين والمحاماة عن المسلمين.
Página 109