Hur Cin
الحور العين
Investigador
كمال مصطفى
Editorial
مكتبة الخانجي
Ubicación del editor
القاهرة
في الأموال والدماء والفروج؛ وتقول: إن دماء مخالفيهم، وأموالهم، ونساءهم: لهم حلال.
ثم افترقت الخطابية أربع فرق: فرقة يقال لها: المعمرية، عبدوا معمرًا الصفار وكان رجلًا يبيع الحنطة، كما عبدوا أبا الخطاب. وزعموا أن الدنيا لا تفنى، وأن الجنة هي ما يصيب الناس من العافية والخير، وأن النار ما تصيب الناس من خلاف ذلك. وقالوا بالتناسخ وإنهم لا يموتون ولكن ترفع أرواحهم إلى السماء وتوضع في أجساد غير تلك الأجساد واستحلوا الخمر والزنا وسائر المحرمات ودانوا بترك الصلاة.
وقالت الفرقة الثانية من الخطابية: إن جعفر بن محمد هو الله، ولكن تشبه للناس في صورة جعفر، وزعموا أن كل ما حدث في قلوبهم وحي، وأن كل مؤمن يوحى إليه، وتأولوا قول الله تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل) وقوله: (وإذ أوحيت إلى الحواريين) . وزعموا أن فيهم خيرًا من جبريل ومن ميكائيل ومن محمد. وزعموا أنه لا يموت منهم أحد، ون أحدهم إذا بلغ عبادته رفع إلى الملكوت. وادعوا معاينة موتاهم وأنهم يرونهم بكرة وعشيًا.
وقالت الفرقة الثالثة من الخطابية: بتكذيب هؤلاء في الموت، وقالوا: أنهم يموتون ولا يزال منهم خلف في الأرض أئمة وأنبياء، وعبدوا جعفرًا كما عبده المتقدمون، وزعموا أنه ربهم، وضربوا خيمة في كناسة الكوفة ثم اجتمعوا يلبون لجعفر، ويدعون إلى عبادته، وهؤلاء يسمون: العميرية، نسبوا إلى عمير بن البنان العجلي وكان رئيسهم، فأمر عمير بن هبيرة بعمير بن البنان فقتل وصلب في كناسة الكوفة، وحبس قومًا من أصحابه.
وقالت الفرقة الرابعة من الخطابية: بالبراءة من هؤلاء، وقالوا: بربوبية جعفر
1 / 167