ثم ان آدم عليه السلام لم يكن يملك تجربة كافية عن الحياة ، ولم يكن قد وقع في حبائل الشيطان من قبل ، كما انه لم يصدق بان الشيطان يأتي بهذه الأيمان المغلظة والحلف كذبا .. « قاسمهما اني لكما لمن الناصحين ».
المرحلة الثالثة :
هبوطهما من الجنة الى الارض
نعم بعدما ازلهما الشيطان ووسوس لهما واخرجهما من الجنة حيث الراحة والهدوء والبعد عن الالم والتعب والعناء ، هبط الى الارض في جو مملوء بالتعب والمشقة والعناء.
وهنا اخذ آدم يفكر متألما لما صدر منه ، وكيفية تلافي الخطأ ، فاتجه بكل وجوده وجوارحه الى الله عز وجل وهو نادم اشد الندم ، وطلب منه التوبة والمغفرة لما صدر منه ، رافعا يديه متضرعا ومتوسلا الى الله ، هنا ادركته الرحمة الالهية ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، انه هو التواب الرحيم ) (1).
صحيح ان آدم عليه السلام لم يرتكب محرما ، ولكن ترك الاولى يعتبر معصية منه كما ذكرنا ولذلك سرعان ما تدارك الموقف وعاد الى خالقه.
واما الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه ما هي سوف نذكرها في محلها انشاء الله تعالى؟.
وقد روي ان آدم وحواء لما هبطا الى الارض ، نزل آدم على جبل الصفا بمكة ، ونزلت حواء على جبل المروة ، وذلك في رواية عن ابي عبد الله عليه السلام قال :
سمي الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم
Página 33